عربي ودولى

مئات الضحايا في سوريا: تصعيد هجمات فلول الأسد وتحويلها إلى مجازر

في فترة هي الأكثر دموية منذ سقوط بشار الأسد، دعا الرئيس السوري أحمد الشرع إلى الهدوء وسط تصاعد أعمال العنف التي تسبب فيها أنصار الرئيس المخلوع.

وفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان، فقد قُتل أكثر من 1000 شخص في منطقة الساحل السوري خلال اليومين الماضيين وحدهما. وتأتي هذه الأرقام المرعبة بعد سلسلة من الصدامات التي اندلعت يوم الخميس الماضي، حيث شن أنصار بشار الأسد، الذين ينتمي مقاتلوهم إلى طائفته العلوية، هجمات منسقة ضد قوات الأمن السورية.

ردت قوات الأمن، مدعومة من المنظمات المسلحة المتحالفة معها، بشن هجمات مضادة في اللاذقية وطرطوس، مما أدى إلى ظهور تقارير إعلامية وشهادات متعددة تشير إلى تحول العنف إلى عمليات قتل انتقامية.

في هذا السياق، علق الرئيس الشرع قائلاً: “إننا نواجه تحديات صعبة للغاية، ولكن يجب علينا العمل معًا للحفاظ على وحدة البلاد وسلامتها”.

هذه الأحداث المأساوية تعكس التوترات المستمرة في البلاد وتسلط الضوء على ضرورة اتخاذ خطوات جادة من أجل تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.

وقالت شاهدة عيان بالقرب من حي الدعتور في اللاذقية أن رجالًا مسلحين انتقلوا من منزل إلى آخر أثناء القتال.

وأضافت الشاهدة التي لم ترغب في ذكر اسمها الحقيقي “أصيب خطيب صديقتي من بانياس برصاصة، لم يسمحوا لأحد بمساعدته فمات من النزيف، لم يتمكنوا من دفنه حتى الآن”.

وأوضحت شاهدة العيان أن الرجال، الذين زعموا أنهم من هيئة تحرير الشام، فتشوا منزلها أيضاً وصادروا ما مجموعه 20 سيارة من الحي.

لكن الشاهدة قالت أن المقاتلين لم يكونوا من هيئة تحرير الشام، بل “جماعات إرهابية”.

وتمكن بعض المدنيين من الفرار إلى قاعدة حميميم الجوية التي تديرها روسيا في اللاذقية، لكن مقاتلي المنظمات المسلحة كانوا يتعقبونهم عند نقاط التفتيش.

وتابعت تقول: “السؤال الأول الذي يُسأل لنا على الحواجز هو هل نحن علويون؟”.

من جهته، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل 745 مدنياً علوياً على الأقل في اللاذقية وطرطوس على مدى ثلاثة أيام، بالإضافة إلى 148 مقاتلاً موالياً للأسد.

وقال المرصد الذي يتخذ من المملكة المتحدة مقراً له أن نحو 125 من أفراد قوات الحكومة السورية الجديدة قتلوا أيضاً.

وقال أحمد الشرع، الرئيس المؤقت لسوريا، يوم الأحد، مع دخول العنف يومه الرابع: “علينا أن نحافظ على الوحدة الوطنية والسلام الداخلي، فبه يمكننا أن نعيش معا”.

وأضاف في حديث مع المصلين في مسجد في حي المزة بدمشق، حيث نشأ: “اطمئنوا على سوريا، هذا البلد لديه خصائص البقاء”.

وأوضح الشرع أن أي شخص استهدف المدنيين خلال الهجوم ستتم محاسبته.

من ناحيتها ذكرت شاهدة عيان أخرى من اللاذقية لكنها تعيش حالياً في ألمانيا أنها كادت تفقد أفراد عائلتها التي تقيم في بانياس بطرطوس.

وأضافت الشاهدة التي لم تذكر اسمها لأسباب أمنية: “كدت أفقدهم، لكنهم انتقلوا الآن إلى بارمايا، حيث عثروا على جثث في الحقول”.

وتابعت في حديث لـ ميدل إيست آي: “لقد قتلوا صديقة عمتي في منزلها، وهي فتاة تدعى زينة، وأحرقوا اثنين من منازلنا، الحمد لله، كانت كلتا العائلتين مختبئتين”.

وأشارت شاهدة العيان إلى أن مسلحين اقتحموا قرية فرش الكبيه في بنيا، مستهدفين مدنيين عزل من أسر بذاتها.

وأضافت أن منزلاً تجمعت فيه أجيال من عائلة محلية، تعرف باسم عائلة علي، تعرض لمداهمة يوم الجمعة.

وأضافت “أطلقوا النار على ساق فتاة وشقيقها وزوجها، ولم يتم دفن جثثهم حتى الآن”.

واستمرت الاشتباكات العنيفة حتى يوم الأحد، حيث صرح مسؤول في وزارة الدفاع لوكالة الأنباء الرسمية سانا بأن القتال يجري في قرية بيت نيتا في ريف طرطوس.

وفي حادث متصل، تعرض كابل يربط بين مدينتي درعا ودمشق للتدمير عمداً مما أدى إلى قطع الاتصالات والإنترنت في درعا والسويداء.

وجاء الهجوم ضمن عدة هجمات خاطفة على المرافق العامة شنها موالون للأسد، تم فيها استهداف العديد من محطات ضخ المياه ومستودعات الوقود.

وذكرت وكالة سانا أن اشتباكات اندلعت في محطة بانياس للغاز إثر هجوم شنته “فلول النظام السابق”.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى