الجالية المصرية تعقد حفل إفطار جماعي في إسطنبول وتستحضر روح المقاومة في غزة

عقدت الجالية المصرية في تركيا مساء الأحد حفل إفطار جماعي تجسدت فيه أسمى معاني التضامن والمحبة، وامتدت موائد الإفطار هذا العام بين إسطنبول وغزة، حيث نظّمت الجالية المصرية في تركيا حفلًا استثنائيًا جمع بين دفء اللقاء وروح المقاومة. ولم تكن مجرد مائدة طعام، بل جسراً من المشاعر الممتدة بين شطري الأمة، يؤكد أن القضايا العادلة لا تغيب عن وجدان الشعوب، مهما بعدت المسافات أو اشتدت التحديات.

وقال الدكتور عادل راشد رئيس الجالية المصرية في تركيا بمستهل كلمته إن أهل غزة وفلسطين لم يقوموا بالدفاع عن أنفسهم وأرضهم فحسب، بل قضوا تاريخهم كله يقاومون الأعداء ويقاتلون من أجل مقدسات الأمة. فقد واجهوا ثماني حملات صليبية من سنة 1096 حتى سنة 1291م. وتم احتلال القدس في الحملة الصليبية الخامسة سنة 1099م، وتم قتل أكثر من سبعين ألف مسلم في مدينة القدس وفي المسجد الأقصى والتمثيل بالجثث وحرقها. ثم حررها صلاح الدين الأيوبي سنة 1187م.

وأضاف في كلمته إن الفلسطنيين دفعوا أيضًا ثمن خيانة الحكام بعد ذلك ، فقد سلٌَم الملك الكامل مدينة القدس للإمبراطور الألماني فريدريك الثاني سنة 1229م، وقام بعد ذلك بتحريرها الملك الصالح أيوب، وإبنه توران شاه سنة1244م، وتظل حرة حتى سنة 1914م إذ دخلتها القوات البريطانية بعد التآمر على السلطان عبد الحميد وإسقاط الدولة العثمانية، ثم تعلمون بعد ذلك المؤامرة الكبرى، مما سُمي الجيوش العربية سنة 1948م.

وأشار إلى أن الفلسطينيين يقاومون، وغزة تواجه حربًا عالمية وحدها وتعاني من ظلم العدو وخزلان الصديق، غزة تُغلَق دونها المعابر وتُحاصر ممن كانت تَرَجو معونتهم ونصرتهم.

في إسطنبول، اجتمع أبناء الجالية المصرية وسط أجواء تسودها المحبة والاعتزاز بالمواقف المشرّفة تجاه القضية الفلسطينية، بينما في غزة، كان الإفطار رسالة تحدٍ وصم تعبيرًا عن إرادة لا تنكسر أمام الحصار والعدوان.

كما حضر الإفطار الدكتور أيمن نور، زعيم حزب غد الثورة المصري ليؤكد على موقف المعارضة المصرية الداعم لغزة ووقوفها الثابت إلى جانب القضية الفلسطينية. وشدد على ضرورة إنهاء الاحتلال الغاشم، مشيرًا إلى أهمية التاسع من مارس في التاريخ المصري، حيث يوافق مرور 106 أعوام على اندلاع ثورة 1919، التي جسّدت روح النضال الوطني والكفاح من أجل الحرية والاستقلال.

وشهد الحفل حضور عدد من الشخصيات السياسية التركية البارزة، الذين أكدوا جميعًا على موقف تركيا الثابت في دعم القضية الفلسطينية. كما أشادوا بالجالية المصرية في تركيا وبالشعب المصري، مثمنين مواقفه المشرفة في نصرة القضايا العادلة.