الحديقة الثقافية بسوهاج: فساد الأنشطة الوهمية وإهدار المال العام تحت إشراف محمد ناصف

أوضح العديد من المتابعين والمطلعين على الأنشطة الثقافية في محافظة سوهاج أن الفساد داخل الهيئة العامة لقصور الثقافة بلغ مستويات غير مسبوقة تحت إدارة محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة،
حيث تحولت الأنشطة الثقافية التي من المفترض أن تساهم في إثراء المجتمع الثقافي والفكري إلى عروض وهمية تُقام بلا جمهور حقيقي، وتصرف عليها مبالغ طائلة من المال العام دون تحقيق أي فائدة تذكر.
أكدت مصادر موثوقة من داخل الهيئة العامة لقصور الثقافة والحقائق المؤلمة أن الحديقة الثقافية التابعة لفرع ثقافة سوهاج أصبحت ساحة فارغة لا تستقبل سوى موظفي الهيئة وأعضاء الفرق الفنية التي تتكرر عروضها بشكل ممل يوميًا دون أي تفاعل حقيقي من المجتمع.
فقد أشار أحد العاملين “رفض ذكر أسمه” إلى أن كل يوم يتم تقديم عروض موسيقية عربية أو إنشاد ديني أو فنون شعبية أو كورال طفل، ويقتصر الحضور الفعلي على الموظفين والفنيين والمحاضرين والشعراء وأعضاء الفرق، بينما الجمهور الخارجي لا يتجاوز في أفضل الأحوال عشرة أفراد، وهو ما يعد فضيحة بحد ذاتها في ظل ما يتم الترويج له من نجاح مزعوم لهذه الأنشطة.

أوضح المصدر أن غرفة العمليات التابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة تعتمد على أرقام مغلوطة وكاذبة، حيث يتم الإعلان عن نجاح ساحق وإقبال جماهيري ضخم،
بينما في الواقع لا يتواجد سوى أفراد معدودين داخل الحديقة الثقافية، حيث تشير الصور المتاحة من هذه الأنشطة إلى أن الموظفين وأعضاء الفرق هم الحضور الوحيد، ويتصورون مع بعضهم البعض لتوثيق هذه اللحظات المزيفة.
أشار المصدر إلى أن الأرقام المعلنة من غرفة العمليات تشير إلى أن عدد المستفيدين من هذه الأنشطة يصل إلى 200 فرد يوميًا، وهو ادعاء لا يمت للحقيقة بأي صلة.
ففي الواقع، يتم جمع كل الحاضرين على مدار الأيام الأربعة في صورة واحدة توحي بأن هناك تواجدًا جماهيريًا كبيرًا، ولكن الحقيقة هي أن العشرات فقط هم الحاضرون، معظمهم من العاملين في الهيئة.
ولإضافة المزيد من المصداقية الوهمية، يتم تصوير أعضاء الفرق الفنية والموظفين معًا لنشر الصور على صفحات الهيئة، مدعين نجاحًا لا وجود له.



أكد أحد المصادر أن العروض التي تُقام في الحديقة الثقافية ليست سوى وسيلة لإهدار المال العام، حيث يتم صرف آلاف الجنيهات على هذه العروض يوميًا.
فمثلاً، تكلفة عرض الموسيقى العربية تصل إلى 1000 جنيه، بينما تكلفة عرض الإنشاد الديني تبلغ 950 جنيهًا، وتكلفة عرض الفنون الشعبية تصل إلى 900 جنيه.
وأوضح المصدر أن هذا ليس كل شيء، حيث يتم تقديم عروض أخرى بأرقام مبالغ فيها مثل عروض كورال الطفل التي تتراوح تكلفتها بين 375 و525 جنيهًا، بالإضافة إلى المحاضرات الثقافية التافهة التي لا تضيف شيئًا حقيقيًا للمستفيدين، وكل هذا يتم في غياب تام لأي رقابة أو محاسبة.
وأشار المصدر إلى أن هناك تكرارًا مملًا لأسماء المشاركين في الأمسيات الشعرية والعروض الثقافية، حيث يتم الاعتماد على نفس الأسماء بشكل يومي، مثل الشعراء محمد فاروق وأوفى الأنور وعبدالحافظ بخيت، دون تقديم أي جديد أو إضافة تذكر.
وفي كل يوم يتم إضافة شاعر جديد ليبدو الأمر وكأن هناك تنوعًا في الفعاليات، بينما في الحقيقة هي مجرد نسخة مكررة لا تقدم أي شيء للمجتمع الثقافي في سوهاج.



وأكد المصدر أن المحاضرات التي يتم تنظيمها في الحديقة الثقافية أيضًا ليست سوى وسيلة لإهدار المزيد من المال العام، حيث تتكرر أسماء المحاضرين بشكل ممل، ويتم تقديم نفس المحتوى عدة مرات دون أي فائدة حقيقية.
فمثلاً، الدكتور أحمد رمضان قدم محاضرتين في يومين، وكذلك الدكتور حارث عبدالجابر قدم محاضرتين في يومين، ولا يتم إشراك أي أسماء جديدة أو محاولة تقديم محتوى متنوع يثري المجتمع الثقافي في سوهاج.
وأوضح المصدر أن الهدف الأساسي من هذه الأنشطة الوهمية هو استنزاف المال العام تحت غطاء الفعاليات الثقافية، حيث يتم صرف مبالغ كبيرة على هذه الأنشطة دون تحقيق أي عائد يذكر.
وأشار إلى أن الصور التي تنشرها الهيئة على صفحاتها لا تعكس أي نجاح حقيقي، بل هي محاولة للتستر على الفشل الذريع الذي تعيشه الحديقة الثقافية، والتي أصبحت مجرد ساحة لإهدار المال العام والترويج لأكاذيب لا تمت للحقيقة بصلة.
أوضح المصدر أن حجم الإهدار المالي لا يتوقف عند تكلفة العروض فقط، بل يشمل أيضًا النفقات الأخرى مثل الفراشة والإضاءة وتجهيزات المسرح وغيرها، وهو ما يجعل من هذه الأنشطة عبئًا حقيقيًا على ميزانية الدولة دون تحقيق أي فائدة تُذكر للمجتمع المحلي في سوهاج.
أكد أحد العاملين في الحديقة الثقافية “رفض ذكر أسمه” أن هناك اتفاقًا غير معلن بين المسؤولين عن تنظيم هذه الأنشطة لتضخيم الأرقام وتزوير الحقائق من أجل الحفاظ على مواقعهم ومناصبهم داخل الهيئة العامة لقصور الثقافة.
وأضاف أن محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة، يلعب دورًا كبيرًا في هذا الفساد المستشري، حيث يغض الطرف عن كل هذه المخالفات بل ويشارك في ترويج الأكاذيب التي يتم نشرها عبر وسائل الإعلام حول “النجاح الساحق” للأنشطة الثقافية الوهمية التي لا تخدم سوى موظفي الهيئة والمقربين منهم.
وأكد المصدر أن ما يحدث في الحديقة الثقافية بسوهاج هو جزء من نهر الفساد الذي يجري بلا توقف داخل الهيئة العامة لقصور الثقافة تحت إشراف محمد ناصف، وأن الحل الوحيد لإنقاذ الثقافة في سوهاج هو الكشف عن هذا الفساد وفضحه أمام الرأي العام، واتخاذ خطوات جادة لمحاسبة المسؤولين عن هذا الإهدار الفاضح للمال العام
















