إدارة ترامب تلغي 400 مليون دولار من التمويل لجامعة كولومبيا بسبب معاداة السامية

أعلنت إدارة ترامب إن إلغاء التمويل الفيدرالي لجامعة كولومبيا بقيمة 400 مليون دولار يأتي في إطار جهودها لمكافحة معاداة السامية، مشيرة إلى تقاعس الجامعة في مواجهة المضايقات التي تعرض لها الطلاب اليهود في حرمها الجامعي.
في خطوة مفاجئة، أخطرت إدارة عُضو فريق العمل الفيدرالي المكلف بمكافحة معاداة السامية، جامعة كولومبيا بمراجعة شاملة لجميع العقود والمنح الفيدرالية في سياق تحقيقاتها التي تندرج تحت العنوان السادس من قانون الحقوق المدنية. يتكون فريق العمل من وزارات العدل، الصحة والخدمات الإنسانية، التعليم وإدارة الخدمات العامة، وقد أُسس في فبراير الماضي بعد توقيع ترامب على الأمر التنفيذي المتعلق بمعاداة السامية.
وحذر البيان الصادر عن الوكالات الفيدرالية من أن إن إلغاء التمويل يعدّ بدايةً للإجراءات المحتملة، مشيراً إلى أن الجامعة تحتفظ حالياً بأكثر من 5 مليارات دولار من الدعم الفيدرالي. وقد أكدت وزيرة التعليم، ليندا ماكماهون، في تصريح لها أن الطلاب اليهود تعرضوا لمستويات غير مسبوقة من العنف والترهيب، وأن الجامعة قد فشلت في تقديم الحماية المطلوبة.
وقال ليو تيريل، المعلق السابق في قناة فوكس نيوز وقائد فريق العمل: “تجميد الأموال هو أحد الأدوات التي نستخدمها للرد على هذا الارتفاع في معاداة السامية”. مضيفاً: “هذه ليست سوى البداية، فوقف صرف أموال دافعي الضرائب هو أقوى إشارة حتى الآن بأن الحكومة الفيدرالية لن تكون طرفاً في مؤسسة تعليمية مثل كولومبيا لا تحمي الطلاب والموظفين اليهود”.
في سياق متصل، كانت جامعة كولومبيا قد تعرضت لانتقادات حادة جراء السماح بمعاداة السامية في حرمها، بعد احتجاجات ضد الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، وهو ما أدى إلى استهداف الجامعة من قبل الإدارات الفيدرالية. وقد تمحورت جلسات استماع داخل الكونغرس حول هذه الاتهامات، حيث استجوب أعضاء الكونغرس مسؤولين في الجامعة حول استجابتها تجاه الأزمات التي تتعلق بالتمييز ضد الطلاب اليهود.
ومنذ توليه منصبه، أمر ترامب بوقف مؤقت للمنح والقروض الفيدرالية، والتي تم حظرها منذ ذلك الحين من قبل قاض اميركي.
وذكرت وكالة أسوشيتد برس في فبراير/شباط أن توجيه ترامب جعل الجامعات في جميع أنحاء البلاد “تتدافع للتعامل مع تأثير تجميد التمويل على برامج البحث والطلاب وأعضاء هيئة التدريس”.
وقال أستاذ الأنثروبولوجيا في إحدى الجامعات الأمريكية، والذي طلب عدم الكشف عن هويته أن “جامعة كولومبيا والجامعات الكبيرة
يمكنها استيعاب الخسارة والاستمرار في دعم الأبحاث، ولكن الجامعات الأخرى، وخاصة جامعات الأبحاث العامة، ستعاني بشدة وقد تنهار أبحاثها”.
وفي حديث لموقع ميدل إيست آي أضاف أن “من المؤكد أن جامعات المستوى الثاني أو R2 لن تكون قادرة على استيعاب خسارة المنح البحثية وسوف تنهار أبحاثها”.
من ناحيتها، ذكرت كاثرين فرانك، أستاذة القانون في جامعة كولومبيا، والتي أجبرت على التقاعد المبكر من قبل الجامعة بسبب التعبير عن مخاوفها لموقع Democracy Now! بشأن الطلاب الإسرائيليين الذين يلتحقون بجامعة كولومبيا فور انتهاء خدمتهم العسكرية، إن ما حدث لها هو مجرد جزء من مناخ أوسع نطاقًا لاستهداف الحرية الأكاديمية.
وأضافت في حديث لموقع ميدل إيست آي “إذا نظرت إلى ما يحدث في حرمنا الجامعي، فقد كان يتعلق بالعنصرية المعادية للفلسطينيين، والتي يتم تغطيتها على أنها مكافحة معاداة السامية”.
وفي يناير/كانون الثاني قالت: “لم يتوقفوا عند هذا الحد فهذه نتائج أولية، ثم يتجهون بعد ذلك إلى الدراسات القانونية النقدية، ونظرية العرق النقدية، والنسوية، ونظرية المثلية الجنسية، وكل الأشياء التي حددها اليمين على أنها أفكار خطيرة”.
وفي بيانه الصحفي، قال جوش جرونباوم، أحد أعضاء فريق العمل، “إن التعامل مع الحكومة الفيدرالية يشكل امتيازًا”.
لكن فرانكي قالت أن فلوريدا كانت موضع الاختبار لهذا التقليص للحرية الأكاديمية، حيث يقوم الجمهوريون بإصلاح نظام التعليم، أو “يُحتمل أن يكسروه”.