أردوغان يدين الاعتداءات على وحدة سوريا ويشيد بموقف الرئيس الشرع

أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ضرورة التمسك بوحدة سوريا واستقرارها، مرحبًا برسائل الاعتدال من الحكومة السورية.
أكد الرئيس رجب طيب أردوغان في مؤتمر صحفي عقده بعد اجتماع الحكومة يوم الإثنين في أنقرة، على إدانته القاطعة لأي هجوم يستهدف وحدة سوريا واستقرارها وسلامها الاجتماعي. وأعرب عن ترحيبه برسائل الرئيس السوري أحمد الشرع التي تعبر عن الاعتدال وتحث على التهدئة.
وخلال المؤتمر، أوضح أردوغان أن “الأحداث في منطقة الساحل السورية تحت السيطرة إلى حد كبير مع التدخل الفعال لقوات الحكومة”. لكنه حذر من أن الوضع لا يزال حساسًا، مطالبًا الحكومة السورية باتخاذ خطوات سريعة لتهدئة الأوضاع.
وشدد على موقف تركيا الثابت بعدم السماح بإعادة رسم الخرائط في سوريا، مشيرًا إلى أن إغفال التنوع العرقي والديني والمذهبي في المنطقة هو نوع من التعصب الأعمى. وأكد أن “لا نولي أي اهتمام للانتماء العرقي أو الديني أو المذهبي لأحد سواء في العراق أو سوريا أو لبنان أو أي من الدول الأخرى في المنطقة”.
وأشار الرئيس التركي إلى أن السوريين سيقضون شهر رمضان هذا العام دون الخوف من القنابل، وهو ما يعد تحولاً إيجابيًا بعد 14 عامًا من النزاع. كما أعرب عن أمنيته بأن يكون شهر رمضان هذا العام وسيلة للأخوة والسلام والهدوء.
وحذر أردوغان من الأجندات التي تسعى لإثارة الفوضى والصراعات في العالم الإسلامي، قائلاً: “شهدنا أحدث مثال على ذلك في جارتنا سوريا، وفي الأعمال الإرهابية التي قام بها محرضون من فلول النظام القديم”.
وأكد أردوغان أن الشرع ينتهج سياسة شاملة منذ 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024 دون الوقوع في “فخ الانتقام”، وقال: “إذا استمرت هذه القوة في التزايد، فستفسد المكائد ضد سوريا”.
وتمنى الرئيس التركي أن تنعم سوريا في أقرب وقت ممكن بالسلام والاستقرار الدائمين اللذين تتوق إليهما منذ عقود.
وأعرب عن ثقته أن الشعب السوري بأسره “سواء كانوا عربا أو تركمان أو أكرادا أو دروزا أو نصيريين، سيتصرفون بحكمة ولن يعطوا الفرصة لمن يريدون تمزيق بلدهم وجره إلى مستنقع عدم الاستقرار”.
وانتقد أردوغان من التزموا الصمت على مدار 14 عامًا بينما كان الأطفال الأبرياء يقتلون بالبراميل المتفجرة والأسلحة الكيميائية في سوريا، مؤكدًا أن أولئك لا يمكنهم اليوم تجاوز حدودهم.
وأكد أردوغان أن “كل من يدعم الظالم فقط بسبب مذهبه يفقد كل قيمه الإنسانية”، وقال: “نحن لم نكن كذلك ولن نكون، نقف اليوم في نفس المكان الذي وقفنا فيه عندما قُتل مليون سوري على يد نظام البعث”.
وشدد على أن الحكومة التركية “نجحت في اختبار الأخوة بنجاح باهر” في سوريا وغزة، مطالبًا المعارضة فيما يخص أحداث سوريا أن تتصرف بمسؤولية تجاه هذه القضية الحساسة، وأن تتوقف عن “صب الزيت على النار”.
وأوضح أن سوريا مثل تركيا دولة حرة نالت استقلالها بدماء الشهداء.
وخلال الأيام الأخيرة، شهدت محافظتا اللاذقية وطرطوس الساحليتان توترا أمنيا على وقع هجمات منسقة لفلول نظام الأسد، هي الأعنف منذ سقوطه، ضد دوريات وحواجز أمنية، ومستشفيات، ما أوقع قتلى وجرحى.
وإثر ذلك، استنفرت قوى الأمن والجيش ونفذت عمليات تمشيط ومطاردة للفلول، تخللتها اشتباكات عنيفة، وسط تأكيدات حكومية بأن الأوضاع تتجه نحو الاستقرار الكامل.
والأحد، أكد الرئيس السوري أحمد الشرع عدم التسامح مع فلول نظام بشار الأسد المخلوع الذين ارتكبوا جرائم.
والسبت، قال الشرع: “ما يحصل في البلاد تحديات متوقعة.. يجب أن نحافظ على الوحدة الوطنية والسلم الأهلي بين السوريين”.
وحول الحرب الروسية الأوكرانية، لفت إلى أنه “بات من الممكن اليوم فهم قيمة الموقف التركي المتوازن والثابت والمبدئي في الحرب بين منذ اليوم الأول”.
وذكر أن تركيا أكدت في كل فرصة أنه لا يمكن تحقيق سلام دائم أبدًا بدون روسيا أو بدون أوكرانيا، معربًا عن تمنياته أن يفهم الأوروبيون دور تركيا الجديدة في إعادة تشكيل العالم ويحددوا استراتيجياتهم وفقًا لذلك.
ومنذ 24 فبراير/ شباط 2022، تشن روسيا هجوما عسكريا على جارتها أوكرانيا تشترط لإنهائه تخلي كييف عن الانضمام لكيانات عسكرية غربية، وهو ما تعتبره كييف “تدخلا” في شؤونها.
من جهة أخرى، أعرب أردوغان عن رغبته تركيا تطوير علاقاتها مع الاتحاد عبر منظور يركز على هدف حصولها على العضوية الكاملة.
وفي الشأن الداخلي، أوضح أردوغان أن الدخل القومي تجاوز 1.3 تريليون دولار والدخل الفردي أكثر من 15 ألف دولار، مشددًا أن تركيا ستحقق نموًا أقوى اعتمادا على الاستثمار والتصدير.
وأشار أردوغان أن حكومته تلقت أخبارًا مبشرة فيما يخص الاقتصاد، مبينًا أن تركيا احتلت المركز الرابع بين دول مجموعة العشرين في النمو بنسبة 3.2 بالمئة عام 2024.
وأكد أن الحكومة أوجدت أكثر من مليون فرصة عمل منذ مايو/ أيار عام 2023، لافتًا إلى أن معدل البطالة بين الرجال انخفض إلى أدنى مستوى له في التاريخ عند 6.5 بالمئة.
وقال: “أحرزنا تقدماً كبيراً في مكافحة التضخم، إذ انخفض إلى 39 بالمائة في فبراير/ شباط الماضي، وسيستمر بالانخفاض”.