اقتصادتقارير

اليوان الصيني يعزز مكانته العالمية وسط تصاعد الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة

حققت الصين مكانة بارزة كواحدة من أقوى الاقتصادات العالمية، حيث ساهمت بشكل كبير في النمو الاقتصادي العالمي بفضل عملتها الوطنية اليوان الصيني، التي تُعرف أيضًا باسم الرنمينبي.

استمر هذا الاقتصاد العملاق في التطور، وسجلت الصين عام 2024 ناتجًا محليًا إجماليًا بلغ 134.91 تريليون يوان، وهو ما يعادل 18.8 تريليون دولار، ما يجعلها تحافظ على مركزها كثاني أكبر اقتصاد عالمي بعد الولايات المتحدة، وذلك وفقاً لبيانات منصة “شاينا بريفنغ”.

تشكلت هذه القوة الاقتصادية بفضل تنوع قطاعات الاقتصاد الصيني .. وساهم القطاع الصناعي وحده بنسبة 30.1% من إجمالي الناتج المحلي، مما يجعله الركيزة الأساسية للاقتصاد الصيني، يليه قطاع الجملة والتجزئة بنسبة 10.2%،

بينما ساهم القطاع المالي بنسبة 7.3% من الناتج المحلي الإجمالي، وذلك وفقًا لمنصة “ستاتيستا”. يستمر القطاع الصناعي في لعب دور محوري في دعم قوة اليوان الصيني وتزايد نفوذه في الاقتصاد العالمي.

شهد اليوان الصيني تحركات كبيرة مقابل الدولار الأمريكي في السنوات الماضية، ما دفع الصين إلى اتخاذ إجراءات متعددة للحفاظ على استقرار عملتها.

في عام 2015، قامت الحكومة الصينية بخفض قيمة اليوان عدة مرات، وأكدت قيادات الدولة أن هذه الخطوة جاءت في إطار جهود إصلاح السوق المحلي وتعزيز تنافسيته في الأسواق العالمية.

ورغم ذلك، أثارت هذه الإجراءات جدلاً واسعًا على الساحة الدولية، خاصة من جانب الولايات المتحدة، التي اتهمت الصين بالتلاعب بقيمة عملتها بهدف تعزيز صادراتها.

تصاعدت حدة التوترات بين البلدين، وأعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بدء حرب تجارية ضد الصين عام 2018، مما أدى إلى فرض رسوم جمركية مرتفعة على السلع الصينية.

وردت الصين بفرض رسوم جمركية مماثلة على المنتجات الأمريكية، مما خلق حالة من التوتر التجاري المستمر.

هذه الحرب التجارية استؤنفت مع عودة ترامب إلى المشهد السياسي، حيث استمر في نفس النهج، ما دفع الصين إلى اتخاذ تدابير مضادة شملت خفضًا إضافيًا في قيمة اليوان.

يفرض هذا النزاع التجاري أهمية فهم الفروق بين “اليوان” و”الرنمينبي”، رغم أن كلا المصطلحين يستخدمان بالتبادل للإشارة إلى العملة الصينية.

عُرفت العملة باسم اليوان منذ العهد الإمبراطوري في الصين، إلا أن جمهورية الصين الشعبية غيرت الاسم الرسمي للعملة إلى الرنمينبي في خمسينيات القرن الماضي، وذلك وفقًا لمنصة “ستدي”.

يمثل اليوان وحدة الحساب الأساسية في النظام المالي والاقتصادي الصيني، في حين يشير الرنمينبي إلى الاسم الرسمي المعتمد للعملة. يتم اختصار اليوان إلى “CNY” بينما يختصر الرنمينبي إلى “RMB”.

يستخدم المصطلحان بالتبادل أو معًا في العديد من الأسواق الدولية، مما قد يؤدي في بعض الأحيان إلى إرباك المستثمرين، وذلك بحسب منصة “إنفستوبيديا”.

يشبه هذا الوضع استخدام مصطلح “الدولار” في الولايات المتحدة، حيث يُشار إلى العملة في التعاملات اليومية ببساطة بالدولار رغم أن الاسم الرسمي هو الدولار الأمريكي. كذلك الحال مع اليوان والرنمينبي، فكلاهما يعبر عن نفس العملة الوطنية للصين، وفقًا لمنصة “وايز”.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى