اجتماع حاد بين نتنياهو ورئيس الشاباك وسط توتر سياسي وأمني متصاعد

عقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اجتماعا وُصف بالتوتر الشديد مع رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي “الشاباك” رونين بار، حيث شهد الاجتماع خلافات عميقة بين الطرفين حول توجهات الجهاز الأمني والسياسات الحكومية.
طالب نتنياهو خلال اللقاء بار بتقديم استقالته، وهي خطوة كانت متوقعة نتيجة تراكم الخلافات بين الجانبين. رفض بار الاستقالة متمسكا بضرورة أن يعمل الشاباك بما يخدم المصالح الوطنية بعيدا عن الضغوط السياسية.
تمسك بار بموقفه خلال اللقاء مؤكدًا أنه إذا قرر الاستقالة فإن خلفه يجب أن يكون أحد نوابه، رافضًا تعيين شخصية خارجية لتحل مكانه.
وردّ مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بتصريح يؤكد أن تعيين رئيس جهاز الشاباك يتم بواسطة الحكومة الإسرائيلية وليس بناءً على رغبة رئيس الجهاز الحالي، مشيرًا إلى أن هذا هو الإجراء المعتمد في الديمقراطيات.
استمر التوتر بين الطرفين بعدما حاول بار الحفاظ على استقلالية الجهاز الأمني في ظل الانتقادات المتزايدة من الحكومة.
وسبق لبار أن ترأس فريق المفاوضات الإسرائيلي في القضايا الحساسة إلى جانب رئيس الموساد دافيد برنياع، حيث أصر على ضرورة إبرام صفقة لتحرير الرهائن في إحدى القضايا المهمة. ومع تصاعد الخلافات، تم إبعاد بار وبرنياع عن فريق التفاوض في تلك المرحلة.
في سياق متصل، أجرى الشاباك تحقيقًا داخليًا حول أحداث السابع من أكتوبر، حيث اعترف بار بأن الجهاز فشل في التعامل مع الهجمات التي شهدتها تلك الفترة.
أوضح بار في تصريحاته أن هناك عوامل سياسية ساهمت في هذا الإخفاق، محملاً المسؤولية جزئيًا للمستوى السياسي.
جاء رد مكتب رئيس الوزراء سريعًا، حيث وجه اتهامات لبار وجهاز الشاباك بالفشل الذريع في التصدي للهجمات وعدم القدرة على التعامل معها بالشكل المطلوب.
وفي ظل تصاعد التوتر بين الحكومة وجهاز الشاباك، أكد بعض المحللين أن هذا الخلاف يعكس الصراع الأكبر بين المؤسسات الأمنية والسياسية في إسرائيل،
حيث يسعى نتنياهو لتعزيز قبضته على أجهزة الأمن في الوقت الذي تحاول فيه هذه الأجهزة الحفاظ على استقلالها وضمان عملها وفق المصالح الوطنية.
تزايدت الضغوط على بار نتيجة هذه الخلافات، لكن رئيس الشاباك استمر في الدفاع عن رؤيته بضرورة الفصل بين السياسات الحزبية وعمليات الجهاز الأمني.
ينبغي الإشارة إلى أن قضية تعيين رئيس جهاز الشاباك تعد قضية حساسة في إسرائيل، حيث يُنظر إلى هذا المنصب على أنه مفتاح رئيسي لحماية الأمن القومي.
ومع استمرار الخلافات بين نتنياهو وبار، يبقى السؤال حول مصير القيادة الحالية للشاباك وعما إذا كان سيتمكن بار من البقاء في منصبه أو أن يتم فرض شخصية جديدة من قبل الحكومة.
يُنتظر أن تتضح الصورة أكثر في الأيام المقبلة، حيث قد تشهد المرحلة القادمة تغييرات جذرية في جهاز الشاباك على خلفية هذا الخلاف المتصاعد بين القيادة السياسية والأمنية في إسرائيل.