رمضانياتمصر

عزومات رمضان في مصر..عادة اجتماعية لا تنقطع تتحدى غلاء الأسعار

يأتي شهر رمضان كل عام ومعه حزمة من العادات الاجتماعية التى لا غنى عنها في شهر يعتبر فرصة كبيرة لتقوية الأواصر العائلية من زيارات وتراحم وعزومات متبادلة، ومع الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها مصر، تجد العائلات نفسها أمام تحدٍ تحاول التغلب عليه ألا وهو غلاء الأسعار بشكل لم تعد الطبقة المتوسطة قادرة على ترويضه والتكيف معه للمحافظة على عادات قديمة تنشر البهجة في شهر الصيام.

اعتاد المصريون تقديم أفضل ما لديهم على موائد الإفطار في رمضان، باعتبار ذلك مظهرا للكرم والحفاوة والتقدير، بما يعادل ميزانية عدة أيام من الإفطار لأسرة متوسطة. كما اعتاد المدعوون الدخول على أهل البيت المضيف بهدايا أو فواكه أو حلوى، وأقل قيمة لذلك أصبحت عبئا إضافيا في ظل ارتفاع الأسعار وانخفاض قيمة الجنيه المصري، خاصة في ظل ارتفاع أسعار المواد الغذائية ولا سيما اللحوم الحمراء والبيضاء والأسماك بشكل مبالغ فيه خلال رمضان.

معادلة صعبة

وبحسب إحصاءات البنك الدولي فإن”حوالي 60% من سكان مصر إما فقراء أو أكثر احتياجا”، ما أثّر بشكل كبير على دخل المواطن وبالتالي تخلى عن كثير من عاداته القديمة في كثير من المناسبات الدينية والاجتماعية، ولا تنجو طبقة اجتماعية في مصر الآن من هذا الانحسار لتلك العادة المحمودة.

ويرى البعض أن غياب تلك الظواهر وراءه الانهيار الاقتصادي والتفكك الأسري وغياب دور كبير العائلة الذي يجمع الجميع حول مائدة إفطار واحدة، لعوامل كثيرة، وقد ساهمت تلك الأسباب في مزيد من التفكك الاجتماعي وشيوع حالة من الكآبة والحزن تبدو ظاهرة جديدة على شعب اجتماعي كالشعب المصري، الذي يحب الفكاهة حتى في أقسى الظروف.

تحدي رغم الظروف

لجأت كثير من الأسر المصرية إلى إعادة هيكلة ميزانيتها للمحافظة على العزومات بأقل تكلفة، فبدأت تستعيض عما كانت تحتويه العزومة من قبل رمضان بالمكسرات والكنافة وطعام الترفيه بأصناف الطعام الأساسية وفقط.

ويرى البعض أن إلغاء العزومات في رمضان ليس خيارا جيدا وإن كانت الأسعار عالية، لأن الهدف منها هو اللمة وتجمع العائلات والأصدقاء والجيران بكل ود وحب وليس الهدف منها هو الأكل، ولذا فمن الممكن أن ترشد الأسرة هذه العزومات بعض الشيء وتقلل من عدد الأصناف المعتادة عليها فى مثل تلك العزومات وتكون ملائمة تماما لعدد المدعوين لا زيادة ولا نقصان.

ويرى مدبروا المنازل وخبراء الاجتماع أن من الواجب على المعزومين أن يحترموا موعد العزومة ويحرصوا على تلبية الدعوة ولا يعتذرون فى اللحظات الأخيرة تقديرا لمجهود أصحاب الدعوة وما أنفقوه من تكلفة.

واقترح البعض أن يشارك الضيف بطبق صغير فى العزومة بالاتفاق بالطبع مع أصحاب الدعوة وهذا بالطبع سيزيد التقارب بين العازم والمعزوم، وستكون المائدة بها أكثر من صنف من الطعام وفى نفس الوقت ستقلل التكلفة وتخفف العبء عن الأسرة صاحبة العزومة والتى ستتحمل عبء الاستضافة وخدمة المعزومين وجهد إعداد الطعام، وبذلك من الممكن أن تقيم الأسرة 4 عزومات بمعدل عزومة كل أسبوع وبأقل التكلفة إذا كانت قد اعتادت على ذلك.

بعض الاتجاهات الأخرى ترى أنه إذا تعذر الأمر ولم تستطع الأسرة عمل عزومات رمضان فعليها أن تأخذ الأمور ببساطة، وليس هناك داع إلى أن تكدر نفسها لأن أى إنسان يشعر بخيبة أمل أمام أقاربه إذا عجز عن تلبية احتياجات أسرته، من الممكن أن يصاب بالاكتئاب، ولذا من الممكن ان يستعيض عن عزومة الإفطار بلقاء الأسرتين بعد الإفطار، وتناول مشروبات خفيفة، إذ إن الغاية من التجمعات هو تقوية الأواصر والتراحم الاجتماعي بين الأهل والمعارف والأصحاب.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى