ثورة 1919: بداية الوفد المصري والتحركات الأولى .. احتجاجات شعبية ضد الاحتلال البريطاني

أوضحت ثورة 1919، بقيادة الوفد المصري بزعامة سعد زغلول، مدى غضب الشعب المصري تجاه الاحتلال البريطاني بعد الحرب العالمية الأولى، احتجاجًا على تغلغل المصالح الأجنبية وإلغاء الدستور.
بدأت هذه الثورة بسلسلة من الاحتجاجات الشعبية التي شملت جميع المدن المصرية، وأسفرت عن تحولات تاريخية مهمة للبلاد.
أوضح سعد زغلول مع مجموعة من أعضاء الجمعية التشريعية رغبتهم في تشكيل وفد يسافر إلى مؤتمر باريس للمطالبة باستقلال مصر من الحماية البريطانية مشيرًا إلى الاجتماعات التي تمّت في 13 نوفمبر 1918 مع السير ريجنالد ونجت التي لم تسفر عن نتائج.
أشار إلى محاولات أخرى لتشكيل وفود مستقلة، منها مجموعة أعضاء نادي المدارس العليا التي أيدت مصطفى النحاس وعلي ماهر، ودعمت هذه الفكرة.
أكد زغلول في أول اجتماع رسمي للوفد في يناير 1919 أن الحماية البريطانية غير مشروعة، مشيرًا إلى جمع توكيلات للمطالبة بالاستقلال وموضحًا دعم رئيس الوزراء حسين رشدي باشا لهذه الحملة.

اعتقال زعماء الوفد وبداية الاحتجاجات
أوضح الوفد المصري رفضه قبول استقالة الحكومة في خطاب موجه للسلطان في مارس 1919. أكد سعد زغلول أن بريطانيا تعرقل استقلال مصر وطالب بلقاء اللورد جورج.
وفي 8 مارس، قامت القوات البريطانية باعتقال زغلول وزملائه ونفيهم إلى مالطا، ما أدى إلى اندلاع المظاهرات في 9 مارس بقيادة طلبة الجامعات والمدارس العليا.
تصاعد الاحتجاجات في المدن المصرية
أشار إلى بدء الأحداث في القاهرة والإسكندرية يوم 9 مارس، حيث قاد الطلاب مظاهرات واسعة، واندلعت الاشتباكات مع القوات البريطانية التي ردّت بإطلاق الرصاص على المتظاهرين، مما أدى إلى وقوع قتلى وجرحى.
أوضح أن الطلبة استمروا في احتجاجاتهم في اليوم التالي رغم التحذيرات، ما أدى إلى زيادة العنف من القوات البريطانية وإطلاق النار في مختلف شوارع القاهرة.
استمرت التظاهرات في أنحاء القاهرة وامتدت إلى المدن الأخرى مثل طنطا والإسكندرية، حيث استخدمت القوات البريطانية القوة المفرطة ضد المتظاهرين، وسقط المزيد من الضحايا.
تزايد الاشتباكات وحصار المدن
أشار إلى استمرار التظاهرات حتى منتصف مارس، وأوضح أن الثوار قاموا بإقامة المتاريس في شوارع القاهرة الشعبية مثل السيدة زينب والحسين، بهدف إعاقة تقدم القوات البريطانية.
أكّد أن القاهرة شهدت تظاهرات نسائية ضخمة في 16 مارس، حيث شاركت أكثر من 300 سيدة في احتجاجات سلمية قُدمت فيها مطالب للسفراء الأجانب.
أوضح أن المتظاهرين في المدن الأخرى مثل دمنهور والإسكندرية واجهوا قمعًا شديدًا من القوات البريطانية، مما أدى إلى وقوع عشرات القتلى.
التحرك العسكري البريطاني ضد القرى والمدن
أكد أن القوات البريطانية شنت هجمات عسكرية على بعض القرى مثل البدرشين والعزيزية في مارس، حيث قامت بمداهمات واسعة استهدفت القرويين، وأشار إلى أن الجنود نهبوا الممتلكات وأحرقوا المنازل، وقتلوا العديد من الأهالي.
أوضح أن الحملة استمرت في قرى أخرى مثل الشبانات والشوبك، حيث تعرّض الأهالي لمجازر على يد القوات البريطانية.
النتائج والمفاوضات
أوضح أن القوات البريطانية حاولت التهدئة بعد الإفراج عن سعد زغلول وزملائه في 7 أبريل 1919، حيث شهدت القاهرة مظاهرات كبرى احتفالاً بالإفراج عن زعماء الوفد.
وأكد أن المظاهرات استمرت رغم ذلك، مما دفع بريطانيا إلى دعوة الوفد المصري إلى مفاوضات مباشرة في لندن. أشار إلى أن المفاوضات الأولية باءت بالفشل، حيث رفض الوفد المصري شروط الحماية البريطانية.
النهاية المؤقتة للثورة واستمرار المفاوضات
أوضح أن ثورة 1919 انتهت رسميًا بعد إلغاء الحماية البريطانية على مصر في 28 فبراير 1922. وأكّد أن الدستور المصري صدر في 1923، مما سمح بإقامة برلمان مصري، لكنه أوضح أن الاستقلال الكامل لم يتحقق بسبب بقاء القوات البريطانية في مصر
أبرزت ثورة 1919 قوة الوحدة الشعبية المصرية في مواجهة الاستعمار البريطاني، رغم عدم تحقيق الاستقلال الكامل حينها.
شكّلت هذه الثورة حجر الأساس لتغييرات سياسية كبرى، بما في ذلك إلغاء الحماية البريطانية وإصدار دستور 1923. تجسدت آمال المصريين في برلمان يعبر عن تطلعاتهم نحو الحرية.