إسرائيل تسمح لعمال دروز من سوريا بالعمل في الجولان المحتل لتعزيز العلاقات مع الطائفة الدرزية

أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس عن قرار حكومي يسمح قريبا لعمال دروز من سوريا بالعمل في مستوطنات مرتفعات الجولان المحتلة، في خطوة تهدف إلى تعزيز العلاقات مع الطائفة الدرزية، وسط غموض تجاه رد فعل الإدارة السورية الجديدة.
في تصريحات أدلى بها خلال مؤتمر صحفي، قال كاتس إن الحكومة الإسرائيلية أقرت خطة لدعم الطائفتين الدرزية والشركسية داخل إسرائيل، وزعم أن هذه المبادرة هي جزء من التزام الحكومة بحماية الدروز في سوريا من أي تهديدات محتملة. تأتي هذه الخطوة في أعقاب توترات أمنية شهدتها مدينة جرمانا في جنوب سوريا، والتي أثارت قلق تل أبيب.
في الوقت الذي لم تعقب فيه الإدارة السورية الجديدة على تصريحات كاتس، أكد مراقبون أن هذه الإجراءات تعكس الاستياء الإسرائيلي من السيطرة الجديدة في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر 2024. حيث كان النظام السابق يعتبر حليفا مفيدا لإسرائيل، ما أدى إلى قلق متزايد من تحول السلطة.
وقال كاتس: “نحن ملتزمون بدعم الدروز في سوريا، ورغبتنا في تعزيز العلاقات معهم تعكس سياستنا المستمرة في حماية المجتمعات المحلية”. وفيما يتعلق بتوجيهات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للجيش، أوضح كاتس أن الجيش مستعد لحماية المنطقة، وهو ما قوبل برفض واسع من قيادات المدينة السورية.
“تدخل سافر في الشؤون الداخلية”
وصف قيادات مدينة جرمانا تصريحات كاتس بأنها “تدخل سافر في الشؤون الداخلية السورية”، مشيرين إلى أن المصريات الدروز في سوريا يحتاجون إلى الدعم والحماية دون استغلال سياسي. وأكد أحد قادة المدينة، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، على أهمية الوحدة الوطنية بين الطوائف المختلفة في سوريا.
مراجعة للسياسات الإسرائيلية
تسعى إسرائيل، التي تواصل احتلال أراض في سوريا وفلسطين منذ عقود، إلى استغلال الوضع الجديد بعد سقوط نظام الأسد. وقد نفذت عمليات قصف على أهداف استراتيجية تتبع للجيش السوري السابق، خوفا من وصولها إلى الحكومة الجديدة. ويشير الخبراء إلى أن الخطوة الأخيرة تأتي في سياق المحاولات المتزايدة لحفظ مصالح إسرائيلية في ظل التغيرات الكبيرة في المنطقة