ملفات وتقارير

القمة العربية الأخيرة في القاهرة دون توافق كامل بين الدول العربية بشأن القضية الفلسطينية

شهدت القمة العربية في القاهرة غياب سبعة زعماء عرب، حيث اكتفى هؤلاء بإرسال ممثلين عنهم لحضور الاجتماع، مما أثار تساؤلات حول مدى التوافق العربي على القضايا المطروحة.

حضر الاجتماع ممثلون عن دول السعودية، الإمارات، تونس، الجزائر، سلطنة عمان، الكويت، والمغرب، ما ترك انطباعًا بوجود تباين واضح في المواقف.

استمر التحضير للقمة وسط انتقادات من بعض الدول، حيث أكدت وكالة الأنباء الجزائرية أن مسار التحضير للقمة احتُكر من قبل مجموعة صغيرة من الدول، دون التنسيق مع بقية الدول العربية، وهو ما أثار تحفظًا خاصًا بشأن القضية الفلسطينية.

فشل الاجتماع في جمع كل الأطراف العربية تحت مظلة واحدة، وهو ما يعكس الخلافات بين الدول العربية على إدارة القضية الفلسطينية وتداعياتها.

غاب عن القمة زعيما السعودية والإمارات، وأوضحت مصادر دبلوماسية أن غياب الزعيمين يأتي كإشارة لاعتراض غير مباشر على مخرجات الاجتماع.

بينما أشار مراقبون إلى أن السعودية، تحت قيادة ولي العهد محمد بن سلمان، تتبنى سياسة دعم حماس كدرع واقي ضد النفوذ الإيراني في المنطقة،

مما جعله يرفض بعض البنود المطروحة في القمة. في المقابل، جاء غياب الإمارات بسبب موقفها الرافض لدور حماس في المشهد السياسي الفلسطيني.

على صعيد آخر، أفاد الديوان الملكي المغربي بأن غياب العاهل المغربي عن القمة يرجع إلى خضوعه لجلسات تأهيل وظيفي عقب عملية جراحية أجريت له في كتفه الأيسر، وهو ما دفعه لتفويض نائب لحضور الاجتماع نيابة عنه.

جاءت القمة ببيان ختامي تضمن قرارًا بتخصيص 53 مليار دولار خلال السنوات الخمس المقبلة لإعادة إعمار غزة، وهي خطوة كبيرة نحو معالجة الأوضاع الإنسانية هناك.

ومع ذلك، لوحظ غياب الممولين المحتملين لهذا المشروع الضخم عن الاجتماع، باستثناء قطر، مما أثار شكوكًا حول إمكانية تنفيذ هذا القرار على أرض الواقع.

أوصت القمة بتشكيل لجنة “تكنوقراط” من شخصيات مستقلة لإدارة شؤون غزة لمدة ستة أشهر تحت مظلة الحكومة الفلسطينية.

وفي خطوة غير متوقعة، رحبت حركة حماس بهذا الاقتراح وأيدته، رغم أنه يشمل إخراج “الفصائل” من المشهد السياسي الفلسطيني.

بالمقابل، جاء الرفض الإسرائيلي لهذا القرار سريعًا، مما أثار تساؤلات حول موقف الدول الغربية، خاصة بعد أن أبدى البيت الأبيض رفضه أيضًا لبيان القمة.

تحركت الجزائر عقب القمة نحو عقد اجتماع عربي آخر حول القضية الفلسطينية، حيث تشير مصادر دبلوماسية إلى أن هذا الاجتماع سيعقد بعد عيد الفطر، وهو ما يعكس استمرار التوترات بين الدول العربية فيما يتعلق بإدارة الملف الفلسطيني.

ويعكس غياب سبعة زعماء عرب عن قمة القاهرة عمق الخلافات القائمة بين الدول العربية حول القضية الفلسطينية، ومدى تأثير تلك الخلافات على المستقبل السياسي والاقتصادي للمنطقة.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى