اعتقال رئيس المخابرات الجوية الأسبق إبراهيم حويجة بتهم اغتيالات سياسية في عهد حافظ الأسد

أعلنت السلطات السورية، مساء الخميس، اعتقال اللواء إبراهيم حويجة، رئيس المخابرات الجوية الأسبق، بتهم تتعلق بتنفيذ اغتيالات سياسية خلال عهد حافظ الأسد، أبرزها اغتيال الزعيم اللبناني كمال جنبلاط عام 1977.
عملية الاعتقال والتهم الموجهة
وفقًا لوكالة الأنباء الرسمية “سانا”، فإن القوات الأمنية السورية تمكنت من اعتقال حويجة في مدينة جبلة (شمال غرب سوريا)، بعد عمليات رصد وتحري.
ونقلت الوكالة عن مصدر في إدارة الأمن العام قوله:
“تم إلقاء القبض على اللواء المجرم إبراهيم حويجة، المتهم بتنفيذ مئات الاغتيالات خلال حقبة المجرم حافظ الأسد، من بينها الإشراف على اغتيال كمال جنبلاط، زعيم الحركة الوطنية اللبنانية ومؤسس الحزب التقدمي الاشتراكي.”
ويأتي اعتقال حويجة قبل 10 أيام من الذكرى الـ48 لاغتيال جنبلاط، الذي قُتل في 16 مارس/ آذار 1977، وسط اتهامات للنظام السوري بتنفيذ العملية ردًا على مواقفه المعارضة للتدخل السوري في لبنان.
من هو إبراهيم حويجة؟
يُحيط الغموض بشخصية إبراهيم حويجة نتيجة سرية المعلومات حول كبار رجال المخابرات في عهد الأسد الأب.
- المولد والمنشأ: ينحدر من ناحية عين شقاق في منطقة جبلة بمحافظة اللاذقية.
- المناصب الأمنية:
- مدير مكتب المخابرات السورية في بيروت في عهد حافظ الأسد.
- مدير إدارة المخابرات الجوية (1987-2002)، وهي إحدى أكثر أجهزة الأمن السوري بطشًا ونفوذًا.
- أدواره الأمنية والعسكرية:
- تورط في عمليات قمع واعتقالات وتعذيب للمعارضين السوريين واللبنانيين.
- كان مقربًا من رفعت الأسد، قائد مجزرة حماة عام 1982، وكان ضمن الفريق الأمني المسؤول عن عمليات القتل والقمع بعد المجزرة.
- أشرف على أنشطة استخبارية في لبنان، تضمنت الاغتيالات السياسية.
وفي 2002، أقاله بشار الأسد من منصبه بعد نحو 15 عامًا من قيادة المخابرات الجوية، لكنه ظل محاطًا بالسرية حتى إعلان اعتقاله مؤخرًا.
اغتيال كمال جنبلاط
ظل اسم إبراهيم حويجة مرتبطًا باغتيال كمال جنبلاط، حيث اتهمته التحقيقات اللبنانية بالإشراف على العملية، إلى جانب اللواء محمد الخولي، مدير المخابرات الجوية آنذاك.
وفي 7 مايو/ أيار 2015، أدلى وليد جنبلاط، نجل كمال جنبلاط، بشهادته أمام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، مشيرًا إلى أن “مكتب المخابرات السورية في بيروت، بقيادة حويجة، هو الجهة المسؤولة عن اغتيال والده”.
الاعتقال في ظل توتر أمني في جبلة
يأتي اعتقال حويجة وسط توتر أمني تشهده مدينة جبلة، حيث اندلعت اشتباكات بين القوات الحكومية وعناصر من بقايا فلول النظام السابق، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الأمن السوري.
وقالت “سانا” إن السلطات استدعت تعزيزات عسكرية وأمنية من مناطق عدة لـ إعادة السيطرة على المنطقة.
بينما خرجت مظاهرات شعبية في دمشق، حلب، إدلب، حمص، حماة، القنيطرة، ودير الزور دعمًا للحكومة ضد ما وصفته الوكالة بـ “فلول مليشيات الأسد”.
عائلته ودورها في النظام
رغم سرية حياة إبراهيم حويجة، فإن ابنته كنانة حويجة برزت إعلاميًا، حيث كانت تعمل مذيعة في التلفزيون السوري، قبل أن تصبح مفاوضة باسم النظام مع الفصائل المسلحة خلال السنوات الأخيرة، ما أكسبها لقب “المذيعة المليونيرة”.
ماذا بعد؟
يعتبر اعتقال إبراهيم حويجة خطوة لافتة في مسار تفكيك الشبكات الأمنية القديمة للنظام السوري السابق، وسط تحولات سياسية وأمنية كبيرة تشهدها البلاد بعد سقوط نظام الأسد في ديسمبر 2024.