رمضان في سوريا: بداية جديدة بعد سقوط الاستبداد وأمل في إعادة البناء

يشهد السوريون هذا العام تغييرات كبيرة مع حلول شهر رمضان بعد زوال نظام الأسد، الذي دام عقودًا من القمع والاستبداد.
يبدأ السوريون هذا الشهر المبارك بأجواء مفعمة بالأمل والحرية، حيث يتمكنون أخيرًا من ممارسة طقوسهم الدينية والاجتماعية دون خوف من القمع أو الملاحقة الأمنية. يتنفس الناس الصعداء بعد سنوات طويلة من القهر، ويعودون إلى مدنهم وقراهم لبدء إعادة بناء ما تهدم.
تزين الشوارع بألوان الفوانيس والزينة الرمضانية، ويشهد السوق حركة نشطة تعكس فرحة التحرر رغم الأوضاع الاقتصادية الصعبة.
يحاول السوريون شراء مستلزمات الشهر الفضيل بحرية بعد أن زالت القيود والمصادرات التي كانت مفروضة من قبل النظام السابق. يُعاد تنظيم الأسواق التي كانت تحت وطأة الحصار، وتُعرض فيها السلع الرمضانية التي كانت غائبة لسنوات.
يشارك السكان في إعادة ترميم المساجد التي تأثرت بالحرب، وتقوم حملات واسعة لتنظيف وتجديد هذه الأماكن المقدسة استعدادًا لاستقبال المصلين.
من أبرز هذه المساجد المسجد الأموي بدمشق، الذي يشهد أعمال صيانة وتزيين استعدادًا لشهر رمضان. تعود المساجد لتكون مكانًا للتجمع والعبادة بحرية بعد أن كانت تخضع لرقابة مشددة من أجهزة الأمن.
تعكس عودة المصلين إلى المساجد في هذا الشهر المبارك الفرحة التي تشمل جميع فئات المجتمع. تعلو أصوات الأذان في كل زاوية من سوريا دون أن تُحظر أو تُخفَّض بحجة الإزعاج. تشهد المساجد إقبالاً كبيرًا على صلوات التراويح التي كانت تُؤدى في الماضي تحت الخوف والرقابة.
وفي المناطق التي كانت تشهد صراعات ومعارك، يعود الهدوء تدريجيًا، ويبدأ السكان في إعادة بناء حياتهم. رغم الظروف المعيشية الصعبة، يجد السوريون في هذا الشهر فرصة للتفاؤل بمستقبل أفضل.
تجد الأسر التي كانت مشتتة بين المنافي والمعتقلات طريقها للعودة، وتجتمع حول موائد الإفطار التي أصبحت رمزًا للحرية والسلام.
وفي المخيمات ومناطق اللجوء، لا تزال المعاناة قائمة رغم فرحة التحرر. يعاني النازحون واللاجئون من صعوبات في تأمين احتياجاتهم الأساسية،
في ظل تراجع المساعدات الإنسانية وارتفاع الأسعار. يبقى التحدي الأكبر لهؤلاء هو توفير وجبة إفطار تليق برمضان، معتمدين في ذلك على التبرعات الشحيحة.
رغم كل هذه الصعوبات، يستمر الأمل في إعادة بناء سوريا جديدة، حرة، ومزدهرة. يحمل رمضان هذا العام طعمًا خاصًا لسوريا، حيث يتطلع الجميع إلى بداية جديدة بعيدًا عن الخوف والقمع.
باتت المساجد والأسواق والشوارع تشهد حراكًا يعبر عن فرحة حقيقية تعكس التغيرات الكبيرة التي طرأت على المجتمع السوري.
ينظر السوريون إلى المستقبل بتفاؤل، آملين أن يحمل رمضان القادم أجواءً أكثر استقرارًا ورخاء. وبالرغم من الأزمات المستمرة، يبقى هذا الشهر فرصة لتجديد الأمل والتكاتف، استعدادًا لمرحلة جديدة من إعادة الإعمار وبناء وطن يسوده الأمن والحرية.