
تطلعات الرئيس المصري لتعزيز التعاون الدولي تهم إيجاد حلول دائمة للصراع الفلسطيني الإسرائيلي
أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مساء الثلاثاء استعداده للعمل مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والأشقاء العرب والمجتمع الدولي لتبني خطة تسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية، وذلك عقب قمة عربية طارئة انعقدت في القاهرة. حيث تم خلال القمة اعتماد خطة مصرية لإعادة إعمار قطاع غزة، تهدف إلى دعم الشعب الفلسطيني للبقاء على أرضه دون تهجير.
وأضاف السيسي في بيان نشر على صفحته الرسمية بفيسبوك أن “الإجماع العربي على دعم خطة إعادة إعمار قطاع غزة يعكس التزام الأمة العربية بالقضية الفلسطينية، ويعزز من موقفها في السعي لتحقيق السلام العادل”. ودعا إلى أهمية تضافر الجهود العربية والدولية لخلق بيئة ملائمة تساعد على تحقيق تسوية شاملة ومناسبة لجميع الأطراف المعنية.
وأشار السيسي أيضًا إلى ضرورة تكاتف الجهود الدولية للوصول إلى حلول جذرية من شأنها إنهاء جذور الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، بما يضمن تحقيق حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة.
وقال السيسي: “في هذا اليوم الهام من تاريخ القضية الفلسطينية، أشكر القادة العرب المشاركين في القمة العربية غير العادية بالقاهرة، وأثمن الإجماع العربي على دعم خطة إعادة إعمار قطاع غزة والتي تتيح للشعب الفلسطيني البقاء على أرضه دون تهجير”.
وأضاف: “نرحب بأي مقترحات أو أفكار من المجتمع الدولي لضمان نجاح هذه الخطة، والتي يجب أن تسير جنبا إلى جنب مع خطة أكبر للسلام”.
وتابع: “أتطلع للعمل مع الأشقاء العرب والرئيس ترامب والمجتمع الدولي من أجل تبنى خطة تهدف إلى تسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية، وإنهاء جذور الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وبما يضمن أمن واستقرار شعوب المنطقة كافة وإقامة الدولة الفلسطينية”.
وأكد البيان الختامي عن القمة العربية الطارئة الثلاثاء، على رفض تهجير الفلسطينيين من أرضهم تحت أي مسمى أو ظروف، واعتماد الخطة المصرية لإعمار قطاع غزة واعتبارها خطة عربية جامعة.
كما أكد العمل على تقديم أنواع الدعم المالي والمادي والسياسي كافة لتنفيذ خطة الإعمار، وحث المجتمع الدولي ومؤسسات التمويل الدولية والإقليمية على سرعة تقديم الدعم اللازم للخطة.
وتتضمن الخطة تشكيل لجنة “إدارة غزة” لتتولى تسيير شؤون القطاع في مرحلة انتقالية لمدة 6 أشهر، على أن تكون اللجنة مستقلة ومكونة من شخصيات غير فصائلية “تكنوقراط” تعمل تحت مظلة الحكومة الفلسطينية.
وشددت الخطة على أن لجنة إدارة غزة يجري تشكيلها خلال المرحلة الحالية تمهيدا لتمكينها من العودة بشكل كامل للقطاع وإدارة المرحلة المقبلة بقرار فلسطيني، مشيرة إلى أن “مصر والأردن يعملان على تدريب عناصر الشرطة الفلسطينية تمهيدا لنشرها في القطاع”.
وفي وقت سابق الثلاثاء، قال متحدث “حماس” حازم قاسم للأناضول، إن حركته لن تكون جزءا من أي ترتيبات إدارية لمستقبل قطاع غزة، لكن شريطة أن يجري التوافق عليها وطنيا.
ومنذ 25 يناير/ كانون الثاني الماضي، يروج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لمخطط تهجير فلسطينيي غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وهو ما رفضه البلدان، وانضمت إليهما دول عربية أخرى، ومنظمات إقليمية ودولية.
وبلورت مصر خطة عربية شاملة لإعادة إعمار غزة دون تهجير الفلسطينيين منها، خشية تصفية القضية الفلسطينية.
وهذه ثاني قمة تعقد بشأن القضية الفلسطينية والأوضاع بغزة خلال أسبوعين، بعد أولى تشاورية عقدت بالرياض 21 فبراير/ شباط الماضي، بمشاركة قادة دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن، كما تعد ثالث قمة طارئة بشأن غزة خلال 16 شهرا بعد القمتين العربيتين الإسلاميتين بالرياض في نوفمبر/ تشرين الثاني 2023 و2024.