البرهان يؤكد دعمه الثابت لفلسطين ويرفض تهجير الفلسطينيين خلال القمة العربية الطارئة في القاهرة

أعرب رئيس مجلس السيادة الانتقالي بالسودان، عبد الفتاح البرهان، عن موقف بلاده الثابت في دعم حقوق الشعب الفلسطيني، وذلك خلال كلمته في القمة العربية الطارئة التي انعقدت في العاصمة المصرية القاهرة لمناقشة تطورات القضية الفلسطينية، خاصة الأوضاع في قطاع غزة.
في كلمته، أكد البرهان أن السودان ملتزم بدعم إقامة دولة فلسطينية مستقلة، تكون عاصمتها القدس الشرقية. حيث دعا القادة العرب إلى تعزيز الجهود المشتركة لحماية حقوق الفلسطينيين والعمل على تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة. كما شدد على أهمية وحدة الصف العربي لمواجهة التحديات الراهنة.
واستطرد البرهان قائلاً: “نرفض جميع محاولات تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، وندعو المجتمع الدولي لتكثيف جهوده لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي ورفع المعاناة عن أبناء الشعب الفلسطيني”.
وقال البرهان: “إننا في السودان نؤكد على موقفنا الثابت والداعم للشعب الفلسطيني من أجل إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس”.
وأضاف: “نرفض رفضًا قاطعا أي مخططات تهدف إلى تهجير الأشقّاء الفلسطينيين من أرضهم تحت أي مبرر أو مسمى”.
وحذر البرهان من أن “هذا يمثل تهديدا للأمن القومي العربي والأمن الإقليمي والدولي، بل هو دعوة لتعزيز سياسة الكيل بمكيالين، وتطبيق المعاير الانتقائية للقانون الدولي”.
وشدد على “دعم السودان للموقف العربي الموحّد، والتحركات العربية الهادفة لحماية حقوق الشعب الفلسطيني ودعم صموده، والعمل مع القوى الفاعلة دوليا وصولا لإنهاء الحرب على غزة تمهيدا لبدء رحلة التعافي والسلام والبناء”.
وأعلن البرهان دعم السودان “الكامل للمبادرة المصرية العربية الرامية لإعادة إعمار غزة دون تهجير سكانها بما يعزز صمود أهلنا في فلسطين”.
وشدد على ضرورة “استمرار وقف إطلاق النار في غزة وتنفيذ بنوده بما يخفف معاناة الشعب الفلسطيني”.
وبدعم أمريكي ارتكبت إسرائيل، بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير/ كانون الثاني 2025، إبادة جماعية بقطاع غزة، خلّفت أكثر من 160 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.
وبموازاة هذه الإبادة صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بحق الفلسطينيين بالضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى لمقتل 928 فلسطينيا، وإصابة نحو 7 آلاف، واعتقال 14 ألفا و500، وفق معطيات فلسطينية رسمية.
وفي 19 يناير/ كانون الثاني 2025 بدأ سريان اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حركة “حماس” وإسرائيل، إلا أن تل أبيب تنصلت منه برفضها البدء في مرحلته الثانية، بعد أن انتهت الأول في 1 مارس/ آذار الجاري.
وحوّلت إسرائيل غزة إلى أكبر سجن بالعالم، إذ تحاصرها للعام الـ18، وأجبرت حرب الإبادة نحو مليونين من مواطنيها، البالغ عددهم حوالي 2.4 مليون فلسطيني، على النزوح في أوضاع مأساوية مع شح شديد متعمد في الغذاء والماء والدواء.
وفي الشأن الداخلي، قال البرهان: “نحن في السودان ماضون في استعادة الاستقرار والسلام” في المناطق التي كانت تحت سيطرة قوات الدعم السريع.
وأضاف: “لقد شاهد العالم آلة الدمار والتخريب” التي تستخدمها قوات الدعم السريع، مضيفا: “غير أن القوات المسلحة السودانية مسنودة بتأييد والتفاف الشعب السوداني، مثل السد المنيع في وجهها”.
وأشار البرهان إلى أن حكومة السودان طرحت خارطة طريق للانتقال المدني الديمقراطي تتضمن اتفاقا على الثوابت الوطنية.
ووفقًا له، تنص خارطة الطريق على “تعيين حكومة كفاءات مدنية من المهنيين المستقبلين، وإطلاق حوار سوداني-سوداني شامل لا يستثني أحدا، بما يضمن مشاركة كافة الأطياف الوطنية في صياغة مستقبل البلاد ويمهّد لقيام انتخابات”.
وأعرب البرهان عن “الاستعداد لوقف العمليات العسكرية متى ما انسحبت المليشيا (الدعم السريع) من المناطق التي تحتلها، وترفع الحصار عن مدينة الفاشر وبقية مدن دارفور، وتتجمع في مناطق محددة توطئة لتجريدها من السلاح ومعالجة أمرها عسكريا”.
ويخوض الجيش السوداني و”قوات الدعم السريع” منذ أبريل/ نيسان 2023 حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدر بحث لجامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.
ومنذ أسابيع وبوتيرة متسارعة، بدأت تتناقص مساحات سيطرة “الدعم السريع” لصالح الجيش في ولايات الخرطوم والجزيرة، والنيل الأبيض وشمال كردفان.
وفي ولاية الخرطوم المكونة من 3 مدن، بات الجيش يسيطر بالكامل على “مدينة بحري” شمالا، ومعظم أنحاء “مدينة أم درمان” غربا، و75 بالمئة من عمق “مدينة الخرطوم” التي تتوسط الولاية وتحوي القصر الرئاسي والمطار الدولي، بينما لا تزال “الدعم السريع” في أحياء شرق المدينة وجنوبها.