إفطار بين الأنقاض: رمضان مختلف في غزة المنكوبة

احتفل الفلسطينيون في قطاع غزة بشهر رمضان المبارك، لكن الظروف التي واجهتهم كانت مختلفة للغاية، حيث اجتمعوا حول موائد الإفطار بين أنقاض منازلهم المدمرة، محاولين التمسك بأمل الحياة رغم الفقد والدمار المستمر.
في مشهد مؤلم يجسد معاناة الشعب الفلسطيني، جلس الناجون من الإبادة الإسرائيلية التي استمرت لمدة 16 شهرا، لتناول وجبات الإفطار في خيام بدائية تفتقر لأبسط متطلبات الحياة. في شمال القطاع، حيث دمرت الأحياء السكنية بالكامل، يعتمد هؤلاء على طعام بسيط، معظمها من المعلبات.
تغيب التجمعات العائلية المعتادة عن ليالي رمضان، حيث تحولت الخيام التي ينام فيها النازحون إلى المكان الرئيسي للاجتماع أثناء الإفطار. في خان يونس، وأمام أنقاض منازلهم، يصرح الفلسطينيون برغبتهم في البقاء على أرضهم، متمسكين بذكرياتهم الحياتية رغم الدمار المحيط بهم.
أقيمت موائد إفطار جماعية في مناطق مثل رفح وحي الشجاعية، حيث اجتمع مئات الفلسطينيين بين ركام منازلهم، محاولين إعادة روح التجمع رغم الحزن الكبير لفقدان الأحبة. حيث أكدت وزارة الصحة بغزة أن عدد القتلى تجاوز 48 ألفًا منذ بداية الأحداث في أكتوبر 2023، مما يمنح الجو العام طابعًا من الحزن الشديد.
رغم الظروف الصعبة، يتمسك أهل غزة بالقيم والعادات الرمضانية، فقد تم توزيع الطعام والتمور من قبل الناجين تطوعًا على المحتاجين، مما يعكس الكرم المعهود للشعب الفلسطيني. في ظل غياب المساعدات الإنسانية، فإن الجهود المحلية تهدف لتقديم الدعم للأكثر تضرراً.