غارات جوية إسرائيلية تستهدف جنوب دمشق وريف درعا وسط توغل على الحدود

شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي غارات استهدفت عدة مواقع في منطقة الكسوة جنوب دمشق وريف درعا، واستمر التحليق في أجواء العاصمة السورية لأكثر من نصف ساعة وفقًا لمصادر محلية.
أكدت هذه المصادر أن الطائرات قصفت مواقع عسكرية تشمل ثكنات للفرقة الرابعة والحرس الجمهوري بالإضافة إلى مستودعات أعاد الجيش السوري تفعيلها مؤخراً.
دخلت القوات الإسرائيلية قرية عين البيضا في ريف القنيطرة، متوغلة إلى الحدود الإدارية بين محافظتي درعا والقنيطرة جنوبي سوريا.
استهدفت الغارات الإسرائيلية مواقع في محيط مدينة إزرع بريف درعا، مما أدى إلى دمار في بعض المنشآت العسكرية وفقًا لشهادات سكان محليين.
أفادت وكالة رويترز أن شهوداً عيان رصدوا تحليقاً مكثفاً للطائرات على ارتفاع منخفض في سماء دمشق. كما أكد مراسلوها سماع دوي انفجارات قوية في مختلف أرجاء العاصمة السورية في وقت متأخر من مساء الثلاثاء.
تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن أن هذه الغارات جاءت ضمن حملة لتدمير وسائل قتالية كانت تستخدمها القوات السورية سابقاً.
قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس في تصريحات إعلامية إن إسرائيل لن تسمح بتحول جنوب سوريا إلى منطقة مشابهة لجنوب لبنان، مؤكداً أن هذه العمليات تأتي في إطار تأمين الحدود الإسرائيلية من التهديدات العسكرية المحتملة.
وأشار إلى أن الجيش الإسرائيلي مستمر في ضرب المواقع العسكرية السورية حتى زوال الخطر، وأنه لن يتردد في اتخاذ المزيد من الخطوات إذا لزم الأمر.
في سياق موازٍ، نقلت إسرائيل قواتها إلى منطقة منزوعة السلاح تراقبها الأمم المتحدة في القنيطرة. تمركزت القوات الإسرائيلية في مواقع استراتيجية أهمها جبل الشيخ، وقامت بعدة غارات جوية استهدفت مواقع عسكرية سورية، وذلك بعد فترة قصيرة من سقوط نظام بشار الأسد.
أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تصريحاته الأخيرة أن بلاده لن تسمح بوجود أي قوات مرتبطة بالحكومة السورية الجديدة أو هيئة تحرير الشام في جنوب سوريا. وشدد على ضرورة بقاء المنطقة منزوعة السلاح بالكامل حفاظاً على أمن الحدود الإسرائيلية.
تأتي هذه الأحداث بالتزامن مع ختام مؤتمر الحوار الوطني السوري الذي عُقد في دمشق بحضور الرئيس أحمد الشرع. دعا المجتمعون خلال المؤتمر إلى انسحاب إسرائيل الفوري من الأراضي السورية، وشددوا على رفض التجزئة ودعم وحدة الأراضي السورية.
أدانت اللجنة التحضيرية للمؤتمر التوغل الإسرائيلي في الأراضي السورية، وأعربت عن رفض التصريحات الاستفزازية التي صدرت عن القيادة الإسرائيلية، وطالبت المجتمع الدولي بالضغط لوقف الانتهاكات والعدوان.
خلال البيان الختامي للمؤتمر الذي ألقته هدى الأتاسي، دعا المشاركون إلى ضرورة التمسك بالوحدة الوطنية ومواجهة التدخلات الأجنبية.
شددوا على أهمية استعادة السيادة السورية على كافة الأراضي المحتلة، بما فيها هضبة الجولان، وطالبوا بتفعيل القرارات الدولية المتعلقة بالانسحاب الإسرائيلي الكامل.