انخفاض نصيب الفرد من مياه النيل بسبب الزيادة السكانية وزيادة التوسع الزراعي بمصر

أعلن هاني سويلم، وزير الري والموارد المائية، أن نصيب الفرد من مياه النيل قد تراجع بشكل كبير خلال السنوات الماضية، بسبب التزايد السكاني.

ذكر وزير الري أن نصيب الفرد كان في السابق يصل إلى 2000 متر مكعب سنويا، ولكنه الآن انخفض إلى 500 متر مكعب فقط سنويا.

شدد سويلم على أن هذا التراجع يمثل تحديا كبيرا للمصريين، خاصة مع محدودية الموارد المائية في البلاد. وأكد أن نصيب الفرد من مياه الشرب يبلغ حاليا حوالي 290 لترا في اليوم.

دعا المواطنين إلى التكاتف والحرص على ترشيد استهلاك المياه، مشيرًا إلى إمكانية تقليل هذا النصيب قليلا في ظل الظروف المائية الصعبة التي تمر بها مصر.

استعرض وزير الري الجهود التي تبذلها الدولة في مواجهة هذه التحديات، وأوضح أن وزارة الري أنفقت حوالي 430 مليار جنيه خلال السنوات العشر الماضية، وذلك بهدف تحسين البنية التحتية للمياه.

أكد وزير الري أن هذه الجهود تأتي في إطار التعامل مع واقع مصر الجاف، حيث إن نسبة الصحراء في البلاد تتجاوز 94% من مساحتها الكلية، مما يعكس قلة الموارد المائية المتاحة، خصوصا أن مصر لا تمتلك مياها من الأمطار.

أشار وزير الري إلى أن مشروع توشكى الزراعي شهد تطورًا هائلا على مدار الخمسة عشر عامًا الماضية. أوضح أنه بينما كانت المساحة المزروعة في المشروع تتراوح بين 20 إلى 30 ألف فدان في الماضي،

فإن المساحة المزروعة اليوم وصلت إلى 450 ألف فدان. وأضاف أنه يتم العمل على توسيع المشروع ليصل إلى 700 ألف فدان في المستقبل القريب.

نوه وزير الري أيضا إلى جهود أخرى تهدف إلى زيادة الرقعة الزراعية في البلاد، حيث يتم حاليا زراعة 500 ألف فدان في سيناء، وما يقرب من مليون فدان في مشروع الدلتا الجديدة.

وأكد وزير الري على أهمية هذه التوسعات الزراعية، مشيرًا إلى أن التوسعات الجارية في الرقعة الزراعية غير مسبوقة في تاريخ البلاد.

كشف سويلم أن الدولة تسعى إلى إضافة حوالي 2.2 مليون فدان جديدة إلى الرقعة الزراعية، وتعتمد هذه الأراضي على المياه الجوفية المتاحة في الصحراء الغربية.

أكد وزير الري أن هذه التوسعات الزراعية تأتي ضمن خطة شاملة لزيادة الإنتاج الزراعي وتأمين احتياجات البلاد الغذائية.

ودعا وزير الري المواطنين إلى دعم جهود الدولة في ترشيد استهلاك المياه والمساهمة في حماية الموارد المائية المتاحة.

وأشار وزير الري إلى أن مصر تواجه تحديات مائية كبيرة تتطلب تعاون الجميع للحفاظ على هذه الموارد وضمان استدامتها للأجيال القادمة.