“الشارع المصري” يناقش ورقة الدكتور أيمن نور: 19 أبريل.. عندما كتب الشعب دستوره

في ظل انشغال الساحة الإعلامية بقضايا هامشية، بثّ الإعلاميان أحمد عطوان وأحمد العربي على شاشة قناة الشرق الفضائية، حلقة جديدة من برنامج “الشارع المصري”، حملت عنوانًا لافتًا مقتبسًا من مقال نشره الدكتور أيمن نور: “19 أبريل .. عندما كتب الشعب دستوره”.
المقال جاء بمثابة جرس إنذار، محذرًا من مؤامرات تحاك في الكواليس الإقليمية والدولية تستهدف سيادة مصر ودورها الإقليمي.
الحلقة تناولت قضايا سياسية حساسة ومفاجآت صادمة تتعلق بالأمن القومي المصري، وسط تشتت إعلامي وصفه ضيوف البرنامج بـ”المقصود”، يغفل عمّا هو أخطر بكثير من “أزمة لبن” شغلت الرأي العام لساعات.
حيث ناقشت الحلقة الأبعاد السياسية والأمنية للمقال، وسلطت الضوء على الغفلة الإعلامية والانشغال بقضايا هامشية، بينما تجري تحركات خطيرة تهدد استقرار الوطن ومصيره.
كما سلطت الحلقة الضوء على لقاءات سرية جرت في باريس بين مسؤولين إسرائيليين ومبعوثين أمريكيين، تضمنت شروطًا تمس السيادة المصرية، منها انسحاب الجيش من مناطق حدودية وفتح المعابر مع غزة.
وكذلك تناولت تجاهل الإعلام المصري لهذه القضايا المصيرية، مقابل التركيز على أزمات استهلاكية. الحلقة جاءت دعوة صريحة لإعادة الوعي الوطني وقراءة المشهد السياسي بعيون مفتوحة أمام تحديات تهدد وجود الدولة.
انشغال إعلامي بـ”لبن” .. وغفلة عن مؤامرات كبرى!
بدأ الإعلامي أحمد عطوان الحلقة بالإشارة إلى انشغال الإعلام المصري ومواقع التواصل الاجتماعي بأزمة “اللبن”، مؤكدًا أن هذه القضية، رغم تصدرها المشهد، كانت تغطي على تحركات دولية خطيرة تمس الأمن القومي المصري، وعلى رأسها تحركات إسرائيلية غير مسبوقة.
وكشف الدكتور أيمن نور في مقالته، التي كانت محور النقاش، عن مفاجأة تمثلت في مناقشة الكنيست الإسرائيلي لاحتمالية اندلاع حرب مقبلة مع مصر، في الوقت الذي لم يصدر أي تعليق أو تحرك من البرلمان المصري أو الحكومة تجاه هذه التطورات.
لقاء سري في باريس .. وضغوط إسرائيلية على القاهرة
من بين أبرز ما تناولته الحلقة، ما كشفه الدكتور أيمن نور عن لقاء عقد مؤخرًا في باريس، جمع وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، ورئيس الموساد، مع المبعوث الأمريكي الخاص ويتكوف، حيث تم نقل شروط إسرائيلية إلى الإدارة الأمريكية لمطالبة مصر بتنفيذها.
وجاءت هذه الشروط، بحسب ما ذكره نور، على النحو التالي انسحاب كامل للجيش المصري من المنطقة “ج” في شمال سيناء، القريبة من حدود قطاع غزة، وهي منطقة حساسة أمنيًا.
فتح معبر رفح والتخفيف من القبضة الأمنية المصرية، بما يسمح بفتح باب “الهجرة” للفلسطينيين من القطاع.
وهذه المطالب، التي وُصفت بأنها تمس السيادة المصرية بشكل مباشر، لم تحظَ بأي تغطية تُذكر في الإعلام المصري، بالرغم من خطورتها.
“اللحظة العارية” .. ونداء لليقظة الوطنية
في ختام تويتته، وصف الدكتور أيمن نور اللحظة الحالية بـ”العارية”، في إشارة إلى خطورة المرحلة التي تمر بها مصر،
مؤكدًا أن الخطر الحقيقي ليس في لبنٍ أو أزمة تموينية، بل في مؤامرة تحاك ضد مصر من وراء الكواليس، يجب مواجهتها بوعي شعبي وموقف سياسي حازم.
وقال نور: “إن مصر اليوم لا تواجه مجرد اختبار سياسي، بل اختبار وجود. لم يعد أمننا القومي في مأمن من المخططات الصهيونية الكبرى، ولا يمكن أن نكون شهود زور على الدم العربي.”
رسالة البرنامج: لا تنشغلوا بالتفاصيل الصغيرة وانظروا إلى الصورة الأكبر
الإعلاميان أحمد عطوان وأحمد العربي وجّها نداءً واضحًا للمشاهدين بعدم الانشغال بما وصفوه بـ”العصفورة باللبن”، والالتفات إلى القضايا المصيرية التي تحدد مستقبل الوطن.
وأكد عطوان أن هناك نمطًا قديمًا يتكرر في الإعلام المصري لإلهاء الجماهير بقصص هامشية مثل انتقالات لاعبي الكرة أو أزمات التموين، بينما تمر في الخلفية مخططات أخطر تتعلق بمستقبل البلاد وحدودها وسيادتها.
صوت مصر لا يجب أن يهمس .. بل يجب أن يُدوّي
اختتم البرنامج رسالته بالتأكيد على أن اللحظة الراهنة تتطلب وقفة وطنية جادة وقراءة واعية لما يجري خلف الكواليس. فـ”تسريب باريس”، ومداولات الكنيست، ليست مجرد أخبار عابرة، بل إشارات إلى تحولات استراتيجية تمس صميم الأمن القومي المصري.
أمام هذه التحديات المتصاعدة، تتجلى الحاجة الملحة إلى وعي جمعي يدرك خطورة المرحلة ويضع أمن الوطن فوق كل اعتبار.
فما كُشف من تحركات إسرائيلية وضغوط دولية يستهدف جوهر السيادة المصرية، ويتطلب موقفًا رسميًا وشعبيًا يتجاوز الانشغال بالسطحي والعابر.
إن صمت المؤسسات المعنية إزاء ما يُناقش في الكواليس يفتح الباب لمزيد من التدخلات والمساومات، ويؤكد أن مصر ليست فقط أمام اختبار سياسي، بل على مفترق طرق وجودي.
اللحظة تتطلب الحسم، لا التردد، واليقظة لا الغفلة، فالوطن لا يحتمل أن يكون غائبًا عن تقرير مصيره أو شاهد زور على مستقبله.