
أشعلت تصريحات رجل الأعمال حامد الشيتي انتقادات واسعة بعد اتهامه لبدو محافظة مطروح بعرقلة المشاريع الاستثمارية والسياحية في الساحل الشمالي.
وخلال مقابلة تلفزيونية، دعا الشيتي الدولة إلى اتخاذ إجراءات حاسمة لحل ما وصفه بمشكلة تمنع المستثمرين من العمل بحرية في المنطقة، مما أعتبره عائقاً كبيراً أمام تنمية السياحة.
رد المسؤولون بسرعة على تصريحات الشيتي، حيث استنكر محافظ مطروح اللواء خالد شعيب هذه الاتهامات، وأكد على أهمية تعاون أهالي المحافظة الدائم مع الدولة.
شكر شعيب سكان مطروح على مساهماتهم الإيجابية في دعم وتنفيذ المشروعات القومية والتنموية دون أي تعطيل،
مشيراً إلى أن أهالي المنطقة يشاركون بشكل فعال في المشاريع الكبيرة مثل مدينة العلمين الجديدة ومحطة الضبعة النووية.
نظم المسؤولون المحليون والشيوخ اجتماعات للرد على هذه التصريحات، مؤكدين أن المحافظة تستقبل أي شكاوى أو مشكلات تتعلق بالشركات ورجال الأعمال وتعمل على حلها بسرعة وشفافية.
وأوضح شعيب أن المشاريع لم تتعطل يوماً بسبب تدخلات الأهالي، بل على العكس، فإنهم كانوا دائماً في الصفوف الأمامية لدعم التنمية.
انتقد رئيس اتحاد القبائل والعائلات، إبراهيم العرجاني، تصريحات الشيتي بشدة وطالب في منشور على صفحته الشخصية عبر فيسبوك بالاعتذار الفوري.
هاجم العرجاني هذه التصريحات، معتبراً أن بدو مصر يمثلون جزءاً لا يتجزأ من المجتمع المصري، وأنهم خط أحمر لا يمكن تجاوزه. وأضاف أن القبائل في مصر معروفة بمواقفها الوطنية ودعمها للمشروعات القومية في مختلف الأوقات.
أبرز العرجاني في تصريحاته الروابط القوية بين القبائل المصرية وأجهزة الدولة المختلفة، بما في ذلك المخابرات العامة والحربية.
أكد أن التعاون بين الطرفين أسهم في تنفيذ العديد من المشروعات المهمة التي ساهمت في تطوير المنطقة، مشيراً إلى أن هذه التصريحات لا تعكس الحقيقة وتضر بالعلاقات المتينة بين الدولة وسكان المحافظة.
أكدت هذه الردود الغاضبة مدى تأثر القبائل في مطروح بتصريحات الشيتي، حيث تعمل القبائل مع الدولة على تطوير مختلف المشاريع القومية في المحافظة.
وقام العديد من القيادات القبلية بتأكيد أن البدو لطالما كانوا جزءاً من النسيج الاجتماعي والاقتصادي في المنطقة، وأن مشاركتهم في المشروعات الكبرى تُعتبر حاسمة في نجاحها.
برز اسم حامد الشيتي كأحد أهم رجال الأعمال في مصر في قطاع السياحة، حيث يمتلك عدداً كبيراً من الفنادق والمشروعات السياحية الضخمة في أماكن مثل شرم الشيخ والغردقة ومرسى علم.
وتأسست شركته السياحية في عام 1979، وتوسعت لتصبح من بين أكبر الشركات السياحية في الشرق الأوسط، حيث تخدم أكثر من 1.3 مليون سائح سنوياً.
تشمل أعمال الشيتي أيضاً إدارة مشروعات ضخمة مثل خليج مكادي في ريفييرا البحر الأحمر وخليج ألماظة في الساحل الشمالي.
يدير الشيتي شبكة واسعة من الفنادق السياحية والمشاريع الاستثمارية في العديد من المناطق داخل وخارج مصر، وهو يمتلك أيضاً أسطولاً من السيارات والحافلات لدعم عملياته المختلفة.
عكست تصريحات الشيتي وسرعة الرد عليها من قبل القيادات المحلية والقبلية التوترات التي يمكن أن تثيرها هذه الاتهامات، خصوصاً في منطقة تحظى بتاريخ طويل من التعاون بين سكانها والدولة في تحقيق التنمية المستدامة.