
أصبحت منصة FBC الإلكترونية حديث المصريين بعدما تعرضوا لعملية احتيال واسعة أدت إلى خسارة الكثير من الأموال.
وأظهرت التقارير أن أكثر من مليون شخص، من بينهم مصريون، وقعوا ضحية لهذه المنصة التي تسببت في خسائر مالية ضخمة قدرت بأكثر من 6 مليارات دولار.
ظهرت منصة FBC كمشروع استثماري رقمي عبر الإنترنت، مدعية أنها تقدم فرصاً ذهبية لتحقيق أرباح كبيرة مقابل أداء مهام بسيطة.
ادعت المنصة أن المستخدمين يمكنهم جني مبالغ مالية مرتفعة مقابل تنفيذ مهام يومية، ما جعلها محط اهتمام الكثيرين الذين رأوا فيها فرصة لتحقيق الثراء السريع.
أطلقت المنصة تطبيقها في فبراير الجاري على متجري جوجل وآبل، وتمكنت من جذب نحو 15 ألف مستخدم قاموا بتنزيل التطبيق.



اعتمدت المنصة على نظام اشتراكات يتطلب من المستخدمين اختيار باقات استثمارية تناسبهم، منها باقة للمشتركين المصريين بقيمة 11,200 جنيه مصري، تتيح ربح يومي قدره 490 جنيهاً، بالإضافة إلى مكافأة تصل إلى 5,000 جنيه، مقابل تنفيذ 35 مهمة يومياً.
استمرت المنصة في تقديم الوعود المضللة رغم التحذيرات المتكررة من مختلف الجهات. وتمكنت من تكرار نفس السيناريو الذي اتبعته منصات أخرى مشابهة ظهرت في الأشهر الماضية، إذ جذبت المستخدمين في البداية عبر إغراءات مالية كبيرة قبل أن تحكم قبضتها وتقوم بالنصب عليهم، لينتهي الأمر بإغلاقها واختفاء أموال المستخدمين.
نظمت إدارة منصة FBC عشاءً في قاعة دار الياسمين على كورنيش إمبابة قبل أيام من عملية الإغلاق. دعا المسؤولون الحاضرين لزيادة أعداد المستخدمين وتشجيعهم على جلب زبائن جدد.
تعهدوا أيضاً بمضاعفة الأرباح في حال ازداد عدد الأعضاء، مما دفع الكثير من الحاضرين إلى الانخراط بشكل أكبر في المنصة، على أمل تحقيق مكاسب مالية كبيرة.
شهدت المنصة انهياراً سريعاً بعد عملية النصب، حيث فقد المستخدمون الثقة فيها بمجرد أن اختفت أموالهم. تحرك العديد من الضحايا لتقديم بلاغات في أقسام الشرطة، مطالبين بمحاسبة المسؤولين.
قامت السلطات المصرية بالتحقيق في الأمر، وتمكنت من القبض على أحد الأشخاص في محافظة البحيرة، والذي تم التعرف عليه كأحد المسؤولين عن إدارة عمليات النصب والاحتيال.
كشف الحادث عن حجم الخطر الذي قد يواجهه الأفراد عند التعامل مع منصات إلكترونية غير موثوقة، وبرزت منصة FBC كمثال حي على كيفية استغلال الناس بواسطة وعود كاذبة بالثراء السريع، مما يؤكد الحاجة إلى التحقق من مصداقية أي منصة استثمارية قبل المشاركة فيها.