
فقدت مدينة خان يونس في جنوب قطاع غزة المواطن محمود الجبور (76 عامًا)، بعد تعرضه لصدمة صحية إثر تأخر الاحتلال في الإفراج عن نجله ياسر المعتقل، رغم الاتفاق المسبق بالإفراج عنه ضمن الدفعة السابعة من اتفاق وقف إطلاق النار.
كان مقرّرًا أن يعود ياسر إلى عائلته السبت، لكن الاحتلال خرق الاتفاق، مما دفع العائلة إلى العيش في حالة من الألم والحزن العميقين.
استمر الاحتلال في رفضه الإفراج عن مئات الأسرى، بما فيهم ياسر، الذي تم اعتقاله خلال العدوان الأخير على غزة. عاش والد ياسر ووالدته ذات الإعاقة الحركية في حالة من الانتظار المرير، وكانت لحظات الانتظار ثقيلة ومؤلمة، ليزيد خرق الاحتلال للاتفاق من معاناتهم بعد طول الأمل في عودة ابنهم.
تأكدت عائلة الجبور من وجود ياسر في المعتقل بعد اختفائه لأسابيع، حيث اعتُقل خلال اجتياح مدينة خان يونس.
تألمت العائلة لفترة طويلة دون معرفة مصيره، حتى وصلت إليهم الأخبار المؤكدة عن وجوده في سجون الاحتلال. عاشت العائلة هذه الفترة في قلق دائم، خصوصًا بعد سماعها عن اقتراب موعد الإفراج عنه.
عاشت زوجة ياسر، شذا الجبور، أيامًا عصيبة خلال فترة الحرب، حيث لم تصلها أخبار عن زوجها لفترة طويلة. أكدت شذا أن العائلة كانت تنتظر بفارغ الصبر لحظة الإفراج عنه، لكنها صُدمت بقرار الاحتلال عدم الإفراج عنه. بدلاً من استقبال ياسر بالفرح، واجهت العائلة الفاجعة بوفاة والده، الذي لم يتحمل الانتظار والصدمات المتتالية.
اختلطت مشاعر شقيقه نبيل الجبور بين الفرح والحزن. قال نبيل إن العائلة كانت تتوقع استقبال ياسر والاحتفال بعودته، لكن بدلاً من ذلك، اضطروا لتوديع والدهم.
عبّر نبيل عن خوفه من تأثير هذا الخبر على ياسر داخل المعتقل، وأشار إلى أن الصدمة ستكون مضاعفة عليه عندما يعلم بوفاة والده.
شملت الدفعة السابعة 402 أسيرًا كان مقرّرًا الإفراج عنهم، بينهم 50 محكومًا بالمؤبد و60 محكومًا بأحكام عالية. ضمّت أيضًا 47 أسيرًا أعيد اعتقالهم بعد صفقة شاليط، و445 أسيرًا من قطاع غزة اعتقلتهم قوات الاحتلال خلال العدوان الأخير.
تتواصل معاناة الأسرى وعائلاتهم في ظل تأخر الإفراج عنهم، مما يزيد من آلام هذه العائلات التي تعيش على أمل رؤية أبنائها محررين.
استمر الاحتلال في تعطيل عملية الإفراج عن المعتقلين رغم التوصل إلى اتفاق، مما أدى إلى زيادة التوتر بين العائلات الفلسطينية.
تراكمت مشاعر الغضب والحزن لدى أهالي الأسرى، الذين يجدون أنفسهم عالقين في دائرة من الانتظار والترقب غير المنتهي.