ميرتس يضع الدفاع الأوروبي المستقل في صدارة أولوياته رغم إشادة ترامب بفوز المحافظين
حقق الزعيم المحافظ فريدريش ميرتس فوزًا كبيرًا في الانتخابات التشريعية بألمانيا، ما دفع الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الإشادة بهذا الانتصار، معتبراً أنه انتصار مهم لألمانيا والولايات المتحدة.
ومع ذلك، قد لا تلقى مواقف ميرتس ترحيباً من ترامب، خاصة فيما يتعلق بدعواته لتعزيز الدفاع الأوروبي المستقل عن الولايات المتحدة، في ظل التوتر المتزايد بين الطرفين بشأن قضايا عدة مثل أوكرانيا وتمويل حلف شمال الأطلسي.
شدد ميرتس على ضرورة تعزيز القدرات الدفاعية لأوروبا بأسرع وقت ممكن، بهدف تحقيق الاستقلال التدريجي عن الولايات المتحدة في المسائل الدفاعية.
اعتبر ميرتس أن الأوروبيين بحاجة إلى أن يصبحوا أكثر استقلالية على المستوى الدفاعي، خاصة مع تراجع اهتمام الولايات المتحدة بمصير أوروبا، ما يجعل من الضروري لأوروبا تعزيز دفاعاتها الذاتية.
تحدث ميرتس في مناظرة تلفزيونية عقب إعلان نتائج الانتخابات عن أهمية اتخاذ خطوات ملموسة لتعزيز الدفاع الأوروبي.
أكد أن الأولوية القصوى له ستكون تقوية القوة العسكرية الأوروبية بحيث تتمكن أوروبا من الاعتماد على نفسها تدريجيًا في المجال الدفاعي.
أشار إلى أن تصريحات ترامب الأخيرة أظهرت عدم اكتراث الولايات المتحدة بمصير أوروبا، ما يستوجب إعادة النظر في العلاقات الدفاعية بين القارتين.
انتقد ميرتس التدخلات الأميركية الأخيرة في السياسة الألمانية، خصوصاً تلك التي قام بها إيلون ماسك، حليف ترامب.
اعتبر تدخل ماسك دعماً واضحاً لحزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف، وأكد أن هذه التدخلات كانت وقحة ولا تختلف كثيراً عن التدخلات الروسية التي واجهتها أوروبا من قبل. أوضح أن هذا الوضع يضع أوروبا تحت ضغط هائل من جهتين متعارضتين.
عبر ميرتس عن قلقه إزاء مستقبل حلف شمال الأطلسي “الناتو”، مشيراً إلى أنه لا يمتلك أوهاماً حول طبيعة العلاقة المستقبلية مع الولايات المتحدة.
وأوضح أنه يتطلع لمعرفة ما ستؤول إليه الأمور قبل قمة الناتو المقبلة. عبر عن تشككه في إمكانية بقاء الناتو بشكله الحالي، ملمحاً إلى أن الأوروبيين قد يحتاجون إلى تسريع خطواتهم نحو بناء قوة دفاعية مستقلة خاصة بهم.
هنأ رئيس حلف شمال الأطلسي، مارك روته، الزعيم الألماني الجديد على فوزه، وعبّر عن تطلعه للعمل معه لضمان تحقيق الأمن المشترك.
نشر روته رسالة تهنئة على منصة “إكس” (تويتر سابقًا) أكد فيها أهمية هذا التعاون في هذه اللحظة الحاسمة بالنسبة لأمن أوروبا.
عبر ترامب عن سعادته بفوز المحافظين في ألمانيا، وكتب في منشور على منصة “تروث سوشيال” أن هذا الفوز يمثل يومًا عظيماً لألمانيا والولايات المتحدة.
اعتبر أن الشعب الألماني قد سئم من السياسات غير المنطقية التي تتعلق بموضوعات الطاقة والهجرة، مؤكداً أن الألمان يريدون تغييراً جذرياً في هذه الملفات.
حقق حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي “الاتحاد الاجتماعي المسيحي” بقيادة ميرتس نسبة 29% من الأصوات، حسب النتائج الأولية.
أشار المراقبون إلى أن هذه النسبة تشكل انتصارًا كبيرًا للحزب، فيما حقق حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف ثاني أعلى نتيجة له في تاريخه.
يستعد ميرتس لتولي منصب المستشار، في وقت تواجه فيه ألمانيا تحديات كبيرة، أهمها الانقسام الداخلي حول ملف الهجرة.
