دعوات لقتل الفلسطينيين البالغين وتصاعد التوترات حول اتفاق وقف إطلاق النار

تفاقمت التوترات في قطاع غزة بعد رفض إسرائيل إطلاق سراح 600 أسير فلسطيني ضمن الدفعة السابعة من صفقة التبادل مع حركة حماس.
أطلق نائب رئيس الكنيست الإسرائيلي، نيسيم فاتوري، تصريحات تحريضية علنية ضد الفلسطينيين، داعياً إلى قتل جميع الرجال البالغين في غزة.
استندت هذه التصريحات إلى مزاعم بأن الفلسطينيين “منبوذون ولا أحد في العالم يريدهم”، كما طالب بفصل النساء والأطفال عن الرجال وتصفية الأخيرين، وفق ما نقلت إذاعة “كول برما” العبرية.
ادعى فاتوري أن المجتمع الدولي يدفع الفلسطينيين باتجاه إسرائيل، معتبراً أن سكان غزة غير مرحب بهم في أي مكان.
وأكد أن إسرائيل تتعامل مع الفلسطينيين في القطاع بشكل “متسامح أكثر من اللازم”، مما يعكس نبرة تصعيدية واضحة تزيد من تعقيد الوضع المتأزم بالفعل.
شهدت الساحة الإسرائيلية تكراراً لمثل هذه الدعوات العنيفة ضد الفلسطينيين من شخصيات سياسية ودينية على حد سواء.
دعا وزير المالية الإسرائيلي المتطرف، بتسلئيل سموتريتش، في أكثر من مناسبة إلى قتل الأسرى الفلسطينيين المحتجزين في السجون الإسرائيلية، كما سبق للحاخام إلياهو مالي أن أطلق تصريحات مشابهة تستند إلى تفسيراته الشخصية للشريعة اليهودية لتبرير قتل الفلسطينيين في غزة.
تفجر الصراع العسكري الأخير بين إسرائيل وحركة حماس بعد الهجوم الذي شنته الحركة على مستوطنات إسرائيلية في محيط قطاع غزة في السابع من أكتوبر 2023.
أشعل هذا الهجوم حرباً إسرائيلية دموية على القطاع أسفرت عن مقتل وجرح أكثر من 160 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، وفق معطيات فلسطينية وأممية.
فقد الآلاف من سكان القطاع حياتهم في هذه الحرب، بينما دمرت نسبة كبيرة من الأبنية والبنى التحتية، مما خلف آثاراً كارثية على الحياة اليومية للسكان المدنيين.
فقدت غزة ما يقارب 80% من أبنيتها السكنية والتجارية بسبب الهجمات الإسرائيلية، مما أدى إلى تشريد عشرات الآلاف من الأسر الفلسطينية.
تواصل معاناة السكان نتيجة الحصار المستمر الذي يفرضه الجيش الإسرائيلي، والذي أدى إلى تدهور حاد في الأوضاع الإنسانية، بما في ذلك نقص الغذاء، المياه الصالحة للشرب، والرعاية الصحية الأساسية.
شهد الوضع السياسي في المنطقة تعقيداً أكبر بعد تعثر تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، الذي كان من المفترض أن يخفف من حدة التصعيد بين الجانبين.
أبدت إسرائيل تحفظاتها المستمرة بشأن الإفراج عن الأسرى، مما أدى إلى فشل مفاوضات السلام الأخيرة وزيادة احتمال تصعيد العنف.
واجهت إسرائيل انتقادات متزايدة من المجتمع الدولي بسبب السياسات المتشددة التي تتبعها ضد الفلسطينيين، وخاصة الدعوات المتكررة للعنف.
تصاعدت الضغوط من منظمات حقوق الإنسان والجهات الدولية التي دعت إلى وقف الانتهاكات الإسرائيلية وضمان حماية المدنيين الفلسطينيين، وسط استمرار تدهور الأوضاع في غزة على مختلف الأصعدة.
تواصل الدعوات الدولية إلى إنهاء التصعيد والعودة إلى مسار السلام، بينما يعاني سكان غزة من تداعيات الحرب والحصار.
تشهد المنطقة حالة من عدم الاستقرار المتزايد، مما يجعل الحلول السلمية بعيدة المنال، في ظل تعنت الأطراف المعنية وتمسكها بمواقفها المتشددة.