ترامب يشيد بفوز المحافظين في الانتخابات الألمانية: يوم عظيم لألمانيا وأمريكا

أعلن حزب المحافظين في ألمانيا فوزه بالانتخابات التشريعية، مما أثار ردود فعل واسعة النطاق في الداخل والخارج.
أشاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بهذه النتيجة، وكتب على منصته “تروث سوشال” أن هذا “يوم عظيم لألمانيا” واعتبر أن الشعب الألماني سئم من السياسات غير المنطقية، خاصة فيما يتعلق بالطاقة والهجرة. أشار ترامب إلى أن هذا التطور يشبه إلى حد كبير ما يحدث في الولايات المتحدة.
شدد مرشح الحزب لمنصب المستشار، فريدريش ميرتس، على أن حزبه يعي التحديات الكبرى التي تواجه ألمانيا، ويسعى لإيجاد حلول فعالة تلبي طموحات الشعب.
جاءت هذه التصريحات بعد تأكيد فوز حزبه في الانتخابات على الرغم من المنافسة القوية التي واجهها من حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني الذي سجل أفضل نتيجة له على الإطلاق.
حصل حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، الاتحاد الاجتماعي المسيحي المحافظ، على نسبة تتراوح بين 28.5% و29% وفقاً لاستطلاعين أجراهما تلفزيونا “إيه آر دي” و”زي دي إف”.
أكد المستشار الألماني أولاف شولتس أن نتائج الانتخابات صادمة بالنسبة له ولحزبه الاشتراكي الديمقراطي، ووصفها بـ”المريرة”، موضحاً أنه يتحمل المسؤولية الكاملة عن الهزيمة.
أعلن شولتس أيضاً أنه لن يشارك في أي مفاوضات مع المحافظين لتشكيل حكومة ائتلافية، مما يعزز تعقيد المشهد السياسي في ألمانيا بعد هذه الانتخابات.
سعى ميرتس إلى تشكيل ائتلاف حاكم يجمع بين التحالف المسيحي المكون من الحزب الديمقراطي المسيحي والحزب الاجتماعي البافاري مع حزب الخضر أو الحزب الاشتراكي الديمقراطي.
في الوقت ذاته، رفض ماركوس زودر، زعيم الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري، أي فكرة لتشكيل ائتلاف مع حزب الخضر بشدة، مما يزيد من الصعوبات في عملية التفاوض لتشكيل حكومة جديدة.
قد يحتاج التحالف المسيحي إلى البحث عن شريك ثالث في حال تمكنت بعض الأحزاب الصغيرة من دخول البرلمان بتجاوزها عتبة الـ5%.
توجب على البرلمان الألماني الجديد الانعقاد في موعد أقصاه 25 مارس، بعد مرور 30 يوماً على الانتخابات. ورغم أن النتيجة قد تكون محسومة من حيث توزيع المقاعد، إلا أنه لا يتوقع التوصل إلى قرار بشأن الحكومة الجديدة إلا بعد أسابيع أو ربما أشهر من المفاوضات.
كما سيسهم إصلاح برلماني جديد في تقليص حجم البرلمان إلى 630 عضواً، وهو عدد أقل بمئة عضو مقارنةً بالبرلمان الحالي.
أجرت ألمانيا هذه الانتخابات المبكرة بعد انهيار الائتلاف الحاكم في نوفمبر 2024، الذي كان يضم الحزب الاشتراكي الديمقراطي، حزب الخضر، والحزب الديمقراطي الحر.
تسبب انهيار الائتلاف في تقديم موعد الانتخابات التي كانت مقررة في سبتمبر المقبل، بعد أن خسر المستشار شولتس تصويت الثقة في البرلمان.
دفعت هذه التطورات الأحزاب السياسية إلى إعادة ترتيب أوراقها بحثاً عن تشكيل ائتلاف حكومي قوي لمواجهة التحديات التي تنتظر البلاد.
أثبتت هذه الانتخابات الحاسمة أن المشهد السياسي في ألمانيا يمر بتحولات كبيرة، حيث ينتظر المواطنون بفارغ الصبر تشكيل حكومة جديدة قادرة على تحقيق الاستقرار والاستجابة لاحتياجاتهم.