تقاريرحقوق وحريات

الاحتلال الإسرائيلي يسعى لتصفية الأونروا وإنهاء حقوق اللاجئين الفلسطينيين دوليًا

أكد مختصون في شؤون وكالة الأونروا أن الاحتلال الإسرائيلي يعمل على تصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين من خلال استهداف وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، وذلك في محاولة لإنهاء الاعتراف الدولي بحقوقهم.

ركز الخبراء على أن الهجمة على الأونروا ليست مجرد أزمة تمويل، بل تعد جزءًا من خطة إسرائيلية ممنهجة لإلغاء الوجود القانوني والسياسي لهذه القضية.

نظمت الهيئة 302 للدفاع عن حقوق اللاجئين الفلسطينيين ندوة حملت عنوان “الأونروا بعد قانون الحظر ومجيء ترامب .. المخاطر وآليات المواجهة”، وناقش المتحدثون خلال الندوة حجم الضغوط التي تتعرض لها الوكالة الدولية.

دفع الاحتلال الإسرائيلي العديد من الدول الغربية إلى وقف تمويل الأونروا عن طريق مجموعات الضغط الصهيونية، مما يهدد مستقبل أكثر من 6 ملايين لاجئ فلسطيني يعتمدون على خدمات الوكالة في التعليم والصحة والإغاثة.

استعرض المستشار الإعلامي للأونروا، عدنان أبو حسنة، دور الوكالة كعامل استقرار مهم في غزة، حيث توفر الخدمات الأساسية لمئات الآلاف من اللاجئين.

أكد أبو حسنة أن إسرائيل وجهت اتهامات متكررة للوكالة، لكنها لم تقدم أي دليل موثق يثبت تورط موظفي الأونروا في أي أنشطة أمنية غير قانونية، وذلك بناءً على تقارير صادرة عن لجنة تحقيق أممية مستقلة.

أشار أيضًا إلى أن 16 دولة أوقفت تمويلها للوكالة استجابة للضغوط الإسرائيلية، في خطوة اعتبرها محاولة لتصفية الأونروا تدريجيًا.

كشفت الندوة أيضًا عن حملة تشويه إعلامية واسعة تقودها إسرائيل ضد الأونروا، حيث أكد الكاتب والإعلامي الفلسطيني أحمد الحاج أن إسرائيل خصصت 150 مليون دولار لحملات إعلامية تستهدف الصحف العالمية ومنصات التواصل الاجتماعي.

أوضح الحاج أن هذه الحملات ساهمت في صعوبة العثور على تقارير محايدة عن الوكالة، حيث تنتشر إعلانات مناهضة لها في العواصم الأوروبية، بل وتصدرت لوحات إعلانية في ساحة “تايمز سكوير” الشهيرة بنيويورك، تطالب بوقف دعم الأونروا.

أكد رئيس الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني، الدكتور صلاح عبد العاطي، أن الحملة الإسرائيلية ضد الأونروا شهدت تصعيدًا خطيرًا، حيث استُشهد أكثر من 230 من موظفيها بسبب الاعتداءات الإسرائيلية، فيما تم اعتقال عدد آخر.

أضاف عبد العاطي أن منشآت الوكالة تعرضت للدمار في قطاع غزة، بينما استولت إسرائيل على مقرها في القدس في محاولة لتحويله إلى مستوطنة. شدد عبد العاطي على أن إسرائيل تسعى إلى طرد الأونروا نهائيًا من القدس والضفة الغربية.

أوصى الخبير في شؤون الأمم المتحدة، الدكتور عبد الحميد صيام، بضرورة التحرك الدولي لوقف الهجمات على الأونروا.

أشار إلى أن الجمعية العامة للأمم المتحدة لا تزال تدعم بقوة استمرار الوكالة، حيث صوتت 159 دولة لصالح تجديد ولايتها.

دعا صيام إلى تعزيز الجهود الدبلوماسية والقانونية لضمان استمرار عمل الأونروا وحمايتها من القيود التي تحاول إسرائيل فرضها.

ناقش المدير المالي السابق في الأونروا، الدكتور رمضان العمري، الوضع المالي الصعب الذي تعيشه الوكالة حاليًا، موضحًا أن العجز المالي وصل إلى 400 مليون دولار.

أكد العمري على ضرورة إيجاد بدائل تمويلية مستدامة، لأن الأونروا قد تضطر إلى تقليص خدماتها الحيوية إذا لم تحصل على تمويل كافٍ، مما سيزيد من تدهور الأوضاع الإنسانية في المخيمات الفلسطينية.

دعا المشاركون إلى إنشاء صندوق دعم عربي وإسلامي مستقل يهدف إلى تأمين تمويل مستدام للوكالة بعيدًا عن الضغوط السياسية الغربية.

أشاروا إلى أهمية تعزيز الشراكات مع القطاع الخاص والجاليات الفلسطينية في الخارج للمساهمة في تأمين التمويل اللازم لاستمرار عمل الأونروا.

أكد ممثل مبادرة فلسطينيي أوروبا، عدنان أبو شقرا، على الدور المحوري الذي يلعبه الفلسطينيون في الخارج في دعم الأونروا، خاصة أن العديد منهم يحملون جنسيات تمنحهم حق التصويت في البلدان الغربية.

دعا أبو شقرا إلى تعزيز الجهود للتواصل مع السياسيين الغربيين بهدف التأثير في القرارات المتعلقة بتمويل الأونروا، محذرًا من محاولات دمج اللاجئين الفلسطينيين ضمن اتفاقية جنيف لإنهاء حق العودة.

اختتم رئيس الهيئة 302 للدفاع عن حقوق اللاجئين الفلسطينيين، علي هويدي، الندوة بالتأكيد على أن الأونروا ليست مجرد هيئة إغاثية، بل هي شاهد دولي على نكبة الشعب الفلسطيني.

شدد هويدي على ضرورة تعزيز الجهود القانونية والدبلوماسية لمحاسبة الاحتلال الإسرائيلي على انتهاكاته المتكررة بحق الوكالة وموظفيها، وأكد أن استمرار الأونروا هو مسؤولية المجتمع الدولي بأسره، وليس مسؤولية اللاجئين الفلسطينيين وحدهم.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى