هاشم الخليل لـ”أخبار الغد”: العرب أمام اختبار تاريخي لتحديد مصيرهم ومصير فلسطين

أكد الباحث والمحلل الفلسطيني هاشم الخليل أن القمة العربية المرتقبة تمثل اختبارًا غير مسبوق للأنظمة العربية، وسط تحديات جسيمة فرضتها حرب غزة وما تبعها من تداعيات إقليمية ودولية.
وفي حديثه لـ”أخبار الغد”، أشار الخليل إلى أن الشعوب العربية، وعلى رأسها الفلسطينيون، تترقب موقفًا عربيًا أكثر وضوحًا تجاه التطورات الخطيرة التي لا تقتصر على فلسطين فحسب، بل تشمل منطقة الشرق الأوسط بأكملها.
تأجيل القمة.. حسابات أم ضغوط؟
تساءل الخليل عن سبب تأجيل القمة العربية في القاهرة، وإن كان الأمر مقتصرًا على التأجيل فقط، معتبرًا أن الموقف الأمريكي المتحيز لإسرائيل قد فرض ضغوطًا كبيرة على القادة العرب، مما جعلهم أمام مسؤولية سياسية وقومية وأخلاقية لا يمكن تجاهلها.
وأوضح أن التشابك الكبير في المشهد الفلسطيني، من الإبادة الجماعية في غزة إلى دعوات التهجير العلنية التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب واليمين الإسرائيلي، نقل نتنياهو من مربع الدفاع عن حكومته إلى مرحلة الهجوم والمراوغة، مستغلًا هذه الأوضاع في الضغط على المقاومة الفلسطينية، سواء من خلال المماطلة في تنفيذ بنود وقف إطلاق النار، أو التضييق على سكان غزة والضفة.
وأشار إلى أن المقاومة الفلسطينية ردّت بتأجيل الدفعة الأخيرة من صفقة الأسرى، في مواجهة محاولات إسرائيل لاستغلال الموقف سياسيًا ودوليًا.
مشيرًا إلى أن زيارة العاهل الأردني عبد الله الثاني إلى واشنطن كانت أحد تداعيات هذه التوترات، وجاءت الدعوة لعقد القمة العربية في القاهرة لتبلور موقفًا موحدًا من القضايا المصيرية المطروحة.
ملفات حساسة على طاولة القمة
أوضح الخليل أن القمة العربية ستبحث عددًا من الملفات الأساسية، على رأسها:
- إعادة إعمار غزة، وسط تأكيد عربي على ضرورة إبقاء السكان في أراضيهم ورفض أي محاولات للتهجير.
- موقف عربي موحد من حل الدولتين والانسحاب من أراضي 1967، في ظل تعنت إسرائيل ورفضها الاعتراف بالحقوق الفلسطينية.
- مصير اللاجئين الفلسطينيين، في ظل محاولات فرض حلول تتجاوز الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني.
- التعامل مع السياسة الأمريكية المنحازة لإسرائيل، بعد أن كشفت تصريحات ترامب بشكل غير مسبوق عن توجهات واشنطن الحقيقية تجاه القضية الفلسطينية.
ماذا بعد؟.. نكون أو لا نكون
اختتم الخليل حديثه بالتأكيد على أن القادة العرب أمام لحظة تاريخية لا مجال فيها للمماطلة أو البيانات الرمادية، مضيفًا أن القرارات التي ستصدر عن القمة لن تحدد فقط مصير فلسطين، بل ستنعكس على مستقبل المنطقة بأكملها.
وقال: “إما أن تكون هذه القمة نقطة تحول تعيد للعرب زمام المبادرة، أو تصبح محطة أخرى في مسلسل البيانات التي لا تغادر قاعات الاجتماعات”.
وأكد أن الرهان الحقيقي ليس على الحكومات فقط، بل على الشعوب العربية التي لا تزال ترى في قضية فلسطين قضيتها المركزية، مهما حاول البعض تجاوزها أو تهميشها.
وختم بقوله: “رغم كل المؤشرات السلبية، فإن سنة المؤمنين ألا يفقدوا الأمل، وإن غدًا لناظره قريب”.