مصر

د. محمد المختار الشنقيطي: الصراع مع إسرائيل وجودي وليس سياسياً.. والسياسة لا تُدار بالعواطف

في حوار تلفزيوني مع الإعلامي محمد ناصر على قناة مكملين، تحدث الدكتور محمد المختار الشنقيطي، أستاذ الفكر السياسي، عن التحديات السياسية التي تواجه المنطقة العربية، موضحًا الفرق بين العداوات الوجودية والسياسية، ومؤكدًا أن السياسة لا تُدار بمبدأ الأبيض والأسود، بل تحكمها المصالح والاستراتيجيات المتغيرة،

ما هي المساحات الرمادية في السياسة؟
كيف يؤثر الدعم الخارجي على الثورات؟
ما هي أهمية الأخلاق في السياسة
.

أكد الشنقيطي، أن الصراع مع إسرائيل هو صراع وجودي لا يمكن إنهاؤه بالمفاوضات أو التفاهمات، كما تطرق الحوار إلى مفاهيم العداوة، وإدارة السياسة بذكاء بعيدًا عن العواطف، كما تناول دور التحالفات الدولية وتأثيرها على القضايا العربية.

أكد الشنقيطي أن العداء مع إسرائيل ليس مجرد نزاع سياسي يمكن حله بالتفاوض، بل هو صراع وجودي لأنها كيان إحلالي قائم على التهجير والاستيطان، مما يجعل أي محاولة للتفاهم معها مضيعة للوقت. وأوضح أن البعض يحاول الترويج لفكرة أن إيران تمثل تهديدًا أكبر من إسرائيل، معتبرًا أن هذا جزء من الحرب الإعلامية التي تهدف إلى إعادة توجيه البوصلة بعيدًا عن العدو الحقيقي، مشيرًا إلى أن إيران، رغم سياساتها التوسعية، تظل دولة يمكن التفاوض معها، على عكس إسرائيل التي لا تقبل بأي وجود عربي أو إسلامي حقيقي في المنطقة.

وأشار إلى أن العالم الإسلامي يعاني من غياب الفهم الاستراتيجي في إدارة السياسة، حيث تغلب العواطف على القرارات، مما يؤدي إلى ضياع الكثير من الفرص. واستشهد بصلح الحديبية الذي أبرمه النبي ﷺ رغم أنه كان ظاهريًا في صالح قريش، لكنه كان خطوة استراتيجية مهدت لفتح مكة لاحقًا.

وحول مسألة الدعم الخارجي للحركات السياسية، أكد الشنقيطي أن المشكلة ليست في تلقي الدعم بحد ذاته، بل في مدى قدرة الجهة المتلقية على الحفاظ على استقلالية قرارها. وشدد على أن القوى الغربية تستفيد من الصراعات الداخلية في العالم العربي، وخاصة النزاع السني الشيعي، الذي يتم توظيفه لتمزيق المنطقة ومنع أي مشروع نهضوي موحد.

وفيما يتعلق بالتحولات السياسية العالمية، رأى الشنقيطي أن صعود الصين وروسيا وتراجع النفوذ الأمريكي يمثل فرصة حقيقية للعالم العربي لإعادة ترتيب أوراقه، ولكن ذلك يتطلب قيادة واعية لا تنجر وراء المشاريع الغربية التي تهدف فقط لاستنزاف مقدرات المنطقة.

وأكد الشنقيطي على أن السياسة لا تُدار بالمواقف العاطفية المطلقة، بل تحتاج إلى رؤية استراتيجية طويلة المدى، وأن أي محاولة لفصل القضية الفلسطينية عن السياق الإسلامي والعربي محكوم عليها بالفشل. كما شدد على أن الاستفادة من المتغيرات الدولية تتطلب استراتيجيات ذكية تحافظ على المصالح العربية دون التفريط في الثوابت الأساسية.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى