الأمم المتحدة تحذر من تداعيات خطيرة لتشكيل حكومة موازية في السودان

أعربت الأمم المتحدة عن قلقها الشديد بشأن إعلان قوات الدعم السريع في السودان نيتها تشكيل حكومة موازية. وحذرت من أن هذه الخطوة قد تؤدي إلى تفاقم الأزمة السياسية والإنسانية التي تعاني منها البلاد منذ فترة طويلة.
جاء هذا التحذير على لسان المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، الذي أكد أن تصاعد النزاع بشكل أكبر سيزيد من تعميق الانقسامات بين الأطراف المتصارعة في السودان.
أكد دوجاريك على أهمية الحفاظ على وحدة السودان وسيادته باعتبارهما عناصر أساسية لتحقيق استقرار مستدام في البلاد والمنطقة بأسرها.
وشدد على أن أي تصعيد جديد للصراع القائم لن يؤدي إلا إلى إطالة أمد الأزمة، مبرزاً أن تشكيل حكومة موازية سيعقد من الجهود الدولية الرامية إلى إحلال السلام في السودان.
أعلنت قوات الدعم السريع، التي تخوض نزاعاً مسلحاً ضد الجيش السوداني منذ ما يقرب من عامين، عن عزمها توقيع “ميثاق تأسيسي لتشكيل حكومة السلام والوحدة” في السودان.
وقد كان من المفترض أن يُعقد هذا الحدث في العاصمة الكينية نيروبي يوم الثلاثاء في مركز كينياتا الدولي للمؤتمرات، إلا أنه تم تأجيله إلى الجمعة بسبب خلافات داخلية بين التنظيمات المتحالفة مع قوات الدعم السريع.
استنكرت الحكومة السودانية استضافة كينيا لهذا الاجتماع واعتبرت هذا الدعم بمثابة تشجيع على تقسيم البلاد. وفي بيان صادر عن وزارة الخارجية السودانية،
أكدت الحكومة أن هذه الخطوة تنتهك قواعد القانون الدولي ومبادئ حسن الجوار، واعتبرتها تشجيعاً على تقسيم الدول الأفريقية. ودعت السودان المجتمع الدولي إلى إدانة هذا المسلك.
شاركت في الاجتماع العديد من القوى السياسية والشخصيات المعارضة، ومن بينهم رئيس حزب الأمة القومي فضل الله برمة ونائب قائد قوات الدعم السريع عبد الرحيم دقلو.
وقد كان الهدف من الاجتماع هو مناقشة تأسيس حكومة موازية، وهو ما اعتبرته الحكومة السودانية إعلاناً للعداء ضد إرادة الشعب السوداني.
أكدت الحكومة السودانية أن هذه الخطوة تعتبر خرقاً لسيادة البلاد وقوانينها، ودعت المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري للتصدي لمحاولات تقسيم السودان.
وناشدت المجتمع الدولي بإدانة الدعم الذي تقدمه كينيا لهذا المشروع الذي لا يخدم مصلحة البلاد ويؤدي إلى تعميق الفجوة بين السودانيين وزيادة التوترات.
تعاني السودان منذ أبريل 2023 من صراع دموي بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وهو ما أسفر عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص ونزوح حوالي 15 مليون آخرين.
وتستمر هذه الحرب في تدمير البنية التحتية للبلاد وزيادة معاناة المواطنين، في ظل تدهور الأوضاع الإنسانية بشكل كبير.