تقاريرصحافة دولية

هجوم قوات الدعم السريع يقتل 19 مدني ويشرّد نازحي مخيم زمزم إلى المجهول

بدأ النازحون في مخيم زمزم بإقليم دارفور بغرب السودان رحلة طويلة من الهروب بعدما تعرض المخيم لهجوم عنيف شنته قوات الدعم السريع.

واجه النازحون خلال هذا الهجوم قصفاً عنيفاً أشعل النار في السوق الرئيسية للمخيم، مما دفع الآلاف للفرار بحثاً عن ملاذ آمن. تحولت حياتهم التي اعتادوا فيها على النزوح والجوع إلى كابوس جديد من الرعب والموت.

خرجت العائلات من منازلها ليلاً بعد أن تصاعدت أصوات القنابل والرصاص، وساروا معاً في الظلام، خوفاً من أن يتم استهدافهم خلال فرارهم.

عاش النازحون أياماً من الرعب، حيث كانت الطائرات تحلق فوقهم، وقوات الدعم السريع تنتشر في المناطق المحيطة، مما جعل الهروب مليئاً بالمخاطر والموت.

وصل النازحون إلى مدينة طويلة، التي تقع غرب مخيم زمزم، بعد ثلاثة أيام من السير في ظروف صعبة. التقى صحفيون من وكالة فرانس برس ببعض النازحين، الذين سردوا تفاصيل مروعة عن تعرضهم للنهب والضرب على يد القوات المهاجمة. عاش النازحون خوفاً مستمراً على حياتهم، وفقد بعضهم أفراداً من عائلاتهم أثناء الهروب.

اضطر سكان المخيم الأكبر في دارفور، الذي يضم بين نصف مليون إلى مليون شخص، إلى مغادرته بعد اشتداد الهجوم.

تعرضت المدينة المجاورة، الفاشر، لحصار خانق منذ مايو 2024 من قبل قوات الدعم السريع، التي فشلت في السيطرة عليها رغم محاولاتها المتكررة. كثفت القوات هجماتها على المخيم والمدن المحيطة، مما تسبب في نزوح جماعي للعائلات.

قتل ما لا يقل عن 19 شخصاً خلال الهجوم الذي استمر لعدة أيام، وفقاً لشهادات النازحين والمسؤولين المحليين. شمل الهجوم العنيف قصفاً على المنازل والأسواق،

مما تسبب في سقوط ضحايا بين المدنيين. أعلنت الأمم المتحدة أن عاملين في المجال الإنساني قُتلا أثناء محاولة تقديم المساعدة للنازحين.

فرّت العائلات من المخيم وهي تحمل ما تبقى من ممتلكاتها، لكن عند مرورهم عبر الحواجز التي نصبتها قوات الدعم السريع، فقدوا كل شيء. تم نهب الأموال والهواتف وحتى البطانيات، تاركين النازحين بلا موارد. عاش النازحون أياماً صعبة في مدينة طويلة التي تعاني هي الأخرى من نقص المساعدات الإنسانية والخدمات الأساسية.

أصدرت قوات الدعم السريع بياناً زعمت فيه أن هجومها كان يستهدف جماعات مسلحة متحالفة مع الجيش، إلا أن النازحين أكدوا أن المدنيين كانوا الهدف الرئيسي لهذا الهجوم العنيف.

كشفت صور الأقمار الصناعية عن حجم الدمار الذي لحق بالمخيم، حيث سوّيت المباني بالأرض وتحولت الشوارع إلى ساحات للموت.

حثت الأمم المتحدة المنظمات الدولية على التدخل الفوري لوقف الانتهاكات التي يتعرض لها المدنيون في دارفور. حذرت منظمة العفو الدولية من استمرار العنف ضد النازحين،

ودعت إلى توسيع حظر الأسلحة ليشمل كافة أنحاء السودان. أكد المجتمع الدولي ضرورة التحرك لمنع مزيد من الانتهاكات التي تستهدف حياة المدنيين.

واجه النازحون مستقبلاً غامضاً مليئاً بالمخاطر، حيث يعيشون دون مأوى أو طعام أو علاج. تواصل العائلات معاناتها بعد أن فقدت كل شيء، في وقت تستمر فيه الحرب بلا أمل في نهاية قريبة، مما جعلهم يعيشون على حافة المجاعة واليأس.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى