
«قوة الجيش» كانت كلمة السر في صلابة «موقف مصر»، ضد خطة تهجير الفلسطينيين إلى سيناء وعدد من الدول سواء في الشرق الأوسط أو خارجه، وكشف الكاتب الأمريكي ديفيد إغناتيوس في مقال بصحيفة واشنطن بوست، عن رسالة من مصدر مقرب من المخابرات المصرية، تفيد بأنه إذا حدث نزوح قسري للفلسطينيين إلى سيناء، فإن مصر ستتحرك عسكرياً، مشيراً إلى أن القاهرة بدأت بالفعل منذ مايو الماضي تعزيز وجودها العسكري في سيناء، مؤكداً أن مسئولي وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية في الخارج، لم يتلقوا أي تحذير مسبق بشأن هذه الخطة مما يعكس حالة من الارتباك داخل الإدارة الأمريكية نفسها، ووصف خطة الرئيس دونالد ترامب تجاه غزة، أنها تشبه تصرفات «مطور عقارات في متجر صيني».
إغناتيوس قال: «خطة ترامب تمثل تحريضاً مباشراً في منطقة لا تزال تتعافى من آثار الحروب المتعاقبة»، مؤكداً أن الرد على خطة ترامب كان صاخباً، وشهدت مصر والأردن والسعودية وعدد من العواصم العربية رفضاً واضحاً، فيما ذكرت وكالة أسوشيتد برس في تقرير لها أن مصر أبلغت ادارة ترامب والكيان رسمياً انها تعتبر مقترح تهجير الفلسطينيين من غزة إلى أي مكان آخر تهديداً لأمنها القومي، وإن هذه الرؤية ستقوض استقرار الشرق الأوسط بالكامل، وستنهي اتفاقية السلام بين مصر والكيان…
وأكد مراقبون أن مناقشات واسعة تجري داخل المؤسسات الصهيونية في تل أبيب تحت عنوان: «ترامب يبيع لنا السلاح والأمريكي لن يحارب بديلاً عن جنودنا، لذا علينا أن نختار مع من نشتبك ونحارب .. هل الجيش المصري أم الإيراني أم التركي؟!…».
عزيزي القارئ.. بعد غزة ولبنان وسوريا بات الجميع يدركون أن المواجهة خير وسيلة لوقف أطماع إسرائيل في الشرق الأوسط.. وأن وقت الدبلوماسية الناعمة انتهى، والقادم دبلوماسية خشنة قد يتبعها حرب شاملة .. التحالف الصهيوامريكي لا يعرف إلا صوت البارود ولا مكان للعقل في مواجهة هؤلاء القتلة.. وكشفت تقارير أن كل التكنولوجيا العسكرية الأمريكية الحديثة أصبحت تحت تصرف إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023، إلا أنه بعد ما تعرضت له القوات الأمريكية في غزة والتي كانت تقاتل بشكل غير معلن إلى جانب جيش الإحتلال فإن واشنطن لا تريد أن يكون لها قوات في المواجهة القادمة في غزة أو الشرق الأوسط مهما صرح قياداتها بغير ذلك.. حيث أن القادم حرب مدمرة.
نعم عزيزي القارئ.. القادم خارج النص، خاصة بعد إنتقال اللعبة من مرحلة الحروب بالعمليات النوعية الاستخباراتية والحروب بالوكالة لمرحلة المواجهات العسكرية المباشرة.. بوضوح قوة الجيش المصري هي ما تمنع تنفيذ عملية التهجير، والجيش المصري يمتلك قدرات كبيرة خاصة البحرية المصرية – سيدة البحرين – والتي يكون لها دور في التصدي لخطة إسرائيل البديلة وهي طرد الفلسطينيين إلى البحر، وذلك بالاغراء المادي لمن يريد الهجرة من ميناء أشدود إلي قبرص أو صومال لاند أو أي جهة مجهولة، وهو ما يؤكد عشوائية مخطط التهجير، لذا وقع ترامب منذ أيام على تسليم تل أبيب صواريخ غابرييل 5، في محاولة لتجاوز البحرية المصرية في حالة إندلاع أي مواجهة بحرية مباشرة، ويقول خبراء: «ليس سراً عسكرياً خافياً وجود تعاون بين البحرية المصرية والتركية في البحر المتوسط وهذا يزيد قلق إسرائيل»…
ومنذ نوفمبر 2024 زاد القلق داخل إسرائيل بعد حصول مصر على صواريخ ميتيور بعيدة المدى، وكشف موقع «nziv» الإخباري الإسرائيلي أن صاروخ «ميتيور» جزء من تسليح المقاتلات الجوية الحربية، ويعد من أكثر صواريخ جو-جو تطوراً، وتتجاوز سرعته 4 أضعاف سرعة الصوت، وهو قادر على إصابة الأهداف بدقة كبيرة، ويتم تصنيعه في أمريكا وفرنسا وألمانيا وإنجلترا وإسبانيا، وهو جزء من خطة مصرية لحصار إسرائيل في أي مواجهة عسكرية بحرية أو جوية مقبلة.
كما تصاعدت خلال الأيام الماضية مخاوف تل أبيب بعد نشر تقارير عسكرية إسرائيلية عن حصول مصر على 40 طائرة صينية J10CE التي تنتمي للجيل الرابع وقد وصلت الدفعة الأولى من الطائرات، الكيان منزعج من وصول هذه الطائرات للجيش المصري وما يمكن أن تحمله من صواريخ رادارية بعيدة المدي، خاصة صاروخ BL15 الشبحي والذي يمكنه القصف علي مسافة 400 كم خلف مدي الرؤية، ووفق خبراء كان تسليم الصواريخ الشبحية بعيدة المدى «جو/جو» للقاهرة خط أحمر إسرائيلي لكن بعد القرار المصري السياسي السيادي منذ 2013 بتنويع مصادر السلاح أصبح كل شيء ممكن.. بذلك أصبح التميز الجوي لإسرائيل علي المحك، ويمكن لسلاح الجو المصري بعد امتلاكه لصواريخ بعيدة المدي إصابة طائرة إسرائيلية في أي اعماق جوية محتملة من داخل الدلتا أو القاهرة وقبل دخولها الأجواء المصرية، بل يمكن لليد الطولي المصرية الوصول لمفاعلات إسرائيل النووية المعلنة كمفاعل ديمونة أو السرية في صحاري النقب…
عزيزي القارئ .. تنويع مصادر السلاح المصري أنهى إمكانية ضرب المطارات المصرية .. مصر اليوم غير مصر 1967 حيث يمكنها الهجوم من أقصى بعد خارج سيناء، والدفاع من أقصى عمق داخل القطر المصري.. والسيادة الجوية الإسرائيلية على كل المجال الجوي للمنطقة أصبحت أسطورة من الماضي، لذا تحركت كل الأقلام العسكرية والمخابراتية الإسرائيلية في الاعلام العبري للهجوم على القاهرة، خصوصاً بعد الحديث المتواتر عن قدرة مصر علي القنص بعيد المدي وخارج مدي الرؤية.. مصر لم تعد مجبرة على الإنتظار داخل سيناء مثل ما كان بالأمس.. بل يمكنها الاشتباك خارج سيناء بسيادة جوية بعيدة المدي أو بقوات خاصة عابرة للحدود كـ«قوات بلاك كوبرا» التي ظهرت في العرض المصري الأخير علي الحدود مع الأرض المحتلة.
والسؤال الذي يطرحه الإعلام العبري مؤخراً، هل وصلت القدرات الجوية المصرية إلي القدرة علي قنص طائرة F35؟!، وماذا بعد إضافة صواريخ BL15 للقدرات الجوية المصرية؟، مع وجود طائرات الرافال الفرنسية والميج 29 الروسية بالإضافة لـ F16 الأمريكية.. هنا يصبح ملف التفوق في السيادة او التوازن الجوي مضموناً بالنسبة لجيش مصر في إدارة أي عملية جوية، وهو تغير نوعي غير مسبوق، فقد كانت إسرائيل تعتمد في أي مواجهة مع مصر على التميز الجوي وقدرتها على تحييد سلاح الجو المصري لكن العكس هو ما يمكن أن يحدث الآن، وفي حالة نشوب أي مواجهة مقبلة بين البلدين، وأغلب التقارير تقول إن جيش الاحتلال الإسرائيلي غير جاهز لهذه المواجهة، خاصة أن القاهرة نجحت في تمصير معظم النسخ والتقنيات داخل الاسحلة .. وهذا ملف سري بإمتياز ، لأن ما خفي كان أعظم.
في سياق متصل نشرت وسائل الإعلام العبرية تقرير خطير للمخابرات الإسرائيلية تحت عنوان «يقظة الفرعون» يتحدث عن قدرة مصر على حصار إسرائيل من البحر لمنع وصول الدعم اللوجيستي والعسكري الأمريكي، إذا نشب صدام بين القاهرة وتل أبيب، ولأول مرة في التاريخ أن تكون لمصر تلك القدرة علي عزل إسرائيل، ويتذكر الجميع قرار الرئيس الأسبق أنور السادات بقبول وقف إطلاق النار في حرب اكتوبر 1973 رغم الانتصار الكاسح في الأيام الأولى للحرب، وقال السادات مبرراً موقفه السياسي أنه أصبح يحارب أمريكا وليس إسرائيل بعد جسر الدعم الأمريكي، ولولا هذا الجسر لتغير التاريخ ضد الكيان الصهيوني، ويقول خبراء عسكريون أنه