القمة الروسية الأميركية في الرياض تفتح أبواب الحوار لحل الأزمة الأوكرانية

أعلنت فرنسا أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيعقد اجتماعاً جديداً يوم الأربعاء المقبل مع عدد من الدول الأوروبية وغير الأوروبية لمناقشة الأزمة الأوكرانية.
عبر ماكرون عن اعتقاده بأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب قادر على إعادة الحوار مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، مما قد يسهم في الضغط على موسكو لتحقيق تقدم في الملف الأوكراني.
أكد ماكرون أيضاً استعداده للحديث مع بوتين في الوقت المناسب في إطار المفاوضات المقبلة، مجدداً تأكيده على أن فرنسا لن تنشر أي قوات عسكرية في أوكرانيا.
تحدث وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو مع نظرائه من بريطانيا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا حول محادثات القمة، وأطلع الاتحاد الأوروبي على نتائج الاجتماع.
شهدت الرياض اجتماعاً حضره عدد من المسؤولين البارزين من الولايات المتحدة وروسيا، حيث ركزت المناقشات على إمكانية التوصل إلى وقف لإطلاق النار في أوكرانيا وتقديم تنازلات من كلا الطرفين للوصول إلى تسوية.
استغرقت المحادثات أربع ساعات ونصف في العاصمة السعودية، وتناول الجانبان أيضاً قضية إعادة الاستثمارات الأميركية إلى روسيا بعد فرض العقوبات الاقتصادية.
شاركت السعودية في تسهيل الحوار بين الأطراف المختلفة وحافظت على موقفها المحايد تجاه النزاع الأوكراني الروسي.
ساهمت المملكة في خلق مساحة للتفاوض والحوار بدلاً من تعزيز المواجهة، ونجحت في سبتمبر 2022 في التوسط لإطلاق سراح عدد من المقاتلين الأجانب المحتجزين في أوكرانيا، مما أبرز دورها الإنساني.
في أغسطس 2023، استضافت السعودية محادثات حول الحرب الأوكرانية بمشاركة ممثلين عن أكثر من 40 دولة، دون حضور الجانب الروسي.
أكدت الولايات المتحدة وروسيا أهمية تعزيز الحوار بعد انتهاء القمة. أشار وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى أن الحوار كان مفيداً وساهم في تحسين فهم الولايات المتحدة للموقف الروسي.
بدورها، أعلنت الخارجية الأميركية أن الجانبين اتفقا على وضع أسس للتعاون المستقبلي بين موسكو وواشنطن، كما تم الاتفاق على تشكيل فريق تفاوضي رفيع المستوى لبدء العمل على مسار إنهاء الحرب في أوكرانيا.
أوضحت مراسلة “العربية/الحدث” التي تابعت المحادثات أن الاجتماع ركز فعلاً على وقف إطلاق النار في أوكرانيا وتقييم مدى جدية الجانب الروسي في الالتزام بتقديم التنازلات.
أضافت أن مناقشة عودة الاستثمارات الأميركية إلى روسيا شكلت جزءاً مهماً من المباحثات، خاصة مع وجود شخصيات اقتصادية بارزة مثل رئيس صندوق الاستثمار المباشر كيريل دميترييف.
اختتمت القمة الروسية الأميركية بتوجيه الشكر إلى المملكة العربية السعودية على استضافة هذه المحادثات التي ساهمت في تعزيز الحوار بين الأطراف المتصارعة.
تشكلت الآمال حول إيجاد حل دبلوماسي للأزمة الأوكرانية مع استمرار الجهود الدولية، فيما يرتقب أن يصل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى الرياض الأربعاء، ضمن زيارة مجدولة مسبقاً دون لقاء مع أي مسؤولين روس أو أميركيين.