مقالات ورأى

محمد عبدالقدوس يكتب: خطأ أساسي في حب الفالنتين وحبيبي أبي يكسبه !!

عجائب عبد القدوس

“الفالنتين” قد يكون غريباً على من لا يعرفه ..

أنه رمز الحب في بلاد الخواجات ، وأصبح عيد للحب على المستوى العالمي ، ويحتفل به يوم ١٤ فبراير من كل عام يعني زي النهاردة ، لكنني بصراحة أراني غير متحمس له ، وقد تسألني عن أسباب ذلك ..
هل لأنه قادم من بلاد برة ؟

أم أن هناك موقف من الحب ؟؟

وأسارع إلى نفي كل هذه الإتهامات ، فأنا والحمد لله منفتح على الدنيا كلها ، ومتحمس جداً وكمان جداً لهذه العاطفة النبيلة بشرط ألا يساء إستخدامها ..

وقبل أن أشرح لك وجهة نظري أقول بإختصار أن أنجح الأعياد الدنيوية ببلادنا التي يحتفل بها كل المصريين “شم النسيم” وهو عيد قديم جداً من أيام الفراعنة ، و”عيد الأم” وهو جديد لم تعرفه مصر إلا في عام ١٩٥٥م وأصحاب فكرته عمالقة الصحافة المصرية “مصطفى أمين” وتوأمه “علي أمين” وقد نجح نجاحاً ساحقا لم يتخيله أبداً من دعوا إليه ..

ويدخل في دنيا العجائب أن صاحب فكرة “عيد الأم” المرحوم “مصطفى أمين” دعا إلى عيد جديد أطلق عليه “عيد الحب” ، لكنه فشل ولم يتجاوب معه أحد وموعده شهر نوفمبر من كل عام.

وفي السنوات الأخيرة زحف إلى بلادنا ما يسمى بعيد الحب أو “الفالنتين” قادماً من أوروبا وأمريكا ، وهو عيد قديم عندهم ، لكن بلادي لم تعرفه إلا من سنوات قليلة فقط ، ولم يكن موجوداً من قبل بدليل أن حبيبي أبي لم يعرفه ولم يكن موجودا في عصره.

وهذا العيد أيضاً نجاحه محدود جداً عندنا ويقتصر على طائفة من الأثرياء فقط عكس “عيد الأم” الذي يحتفل به الفقير قبل الغني ، والناس العاديين ولا يقتصر على “أبناء الذوات” ،

وملاحظتي الأساسية على “الفالنتين” الغريب عنا أن الحب بالدرجة الأولى عندهم قوامه آدم وحواء فقط !
بينما تلك العاطفة النبيلة أوسع من ذلك بكثير جداً وتشمل حب الله وحب كل ما في الدنيا والناس بل وحتى الحيوانات !!

وإقتصار الحب على الغرام والهيام فقط يسئ إليه جداً لأنه شامل ولا يقتصر على جانب دون آخر.
وربنا يرحم حبيبي أبي “إحسان عبدالقدوس” مليون رحمة الذي راح ضحية الحب الحقيقي حيث كان يختم برنامجه الإذاعي بكلمة “تصبحوا على حب” بدلا من “تصبحوا على خير” !!

وثار عليه المستمعون لأنهم ظنوا أنه يدعو إلى الغرام والهيام !!

مع أن مفهومه لتلك العاطفة النبيلة أنه حب شامل ومتكامل وليس على طريقة “الفالنتين” .. حبيبي أبي يكسبه ودفع الثمن وتم وقف برنامجه عقاباً له على إصراره على كلمة “تصبحوا على حب” !! رحمه الله.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى