لبنان يطالب بسرعة انسحاب إسرائيل ويناقش أوضاع العالقين في إيران
![](https://www.ghadnews.net/wp-content/uploads/2025/02/thumbs_b_c_1cc9ad7ccc130aa8c2fe176856b0bd18.jpg)
عقد وزير الخارجية اللبناني يوسف رجّي اجتماعين منفصلين مع السفيرة الأمريكية ليزا جونسون والسفير الإيراني مجتبى أماني، بهدف التأكيد على ضرورة انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان ومناقشة مسألة اللبنانيين العالقين في إيران، في وقت يشهد فيه المشهد الإقليمي تحدّيات متصاعدة.
شهدت هذه اللقاءات، التي جرت الثلاثاء في مقر وزارة الخارجية اللبنانية، تسليط الضوء على أهمية التزام إسرائيل باتفاق وقف إطلاق النار واستكمال انسحابها من المنطقة الجنوبية، إلى جانب إيلاء الجانب الإنساني في قضية العالقين اللبنانيين بإيران اهتمامًا عاجلًا. يأتي ذلك في ظل مساع تبذلها الحكومة لتعزيز أمن الحدود وحماية السيادة الوطنية.
ناقش الاجتماع مع السفيرة الأمريكية ليزا جونسون النهج المشترك لمتابعة التطورات على الحدود، وسبل تأمين دعم دولي يحث إسرائيل على استيفاء التزاماتها والتعاون مع الجهات المعنية. كما تناول اللقاء الثاني مع السفير الإيراني مجتبى أماني قضية اللبنانيين العالقين في إيران وسبل إعادتهم في أسرع وقت ممكن، إضافةً إلى ضرورة تكثيف التشاور والتنسيق بين بيروت وطهران بما يحقق مصالح الشعب اللبناني.
وقال وزير الخارجية اللبناني يوسف رجّي: “إنّ استكمال الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان أولوية وطنية تعزّز الاستقرار الداخلي، والأهم من ذلك رفع المعاناة التي يتكبّدها أهلنا في تلك المناطق المتاخمة للحدود.”
وصرّحت السفيرة الأمريكية ليزا جونسون: “تؤكد الولايات المتحدة على التزامها الدائم بدعم سيادة لبنان وأمنه، وسنعمل مع شركائنا الدوليّين لضمان التنفيذ الكامل لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.”
من جهته أشار السفير الإيراني مجتبى أماني: “الجمهورية الإسلامية الإيرانية حريصة على التعاون مع لبنان في القضايا الإنسانية، وتعمل بجد على إزالة العقبات أمام عودة اللبنانيين العالقين في إيران.”
فيما أجرى رجي مباحثات أخرى، اليوم، مع سفير طهران ببلاده مجتبى أماني سبل حل مسألة اللبنانيين العالقين في إيران.
وبحسب وكالة الأنباء اللبنانية، استقبل رجّي جونسون التي أبلغته بـ”استمرار المساعدات الأمريكية للبنان، لا سيما لجيشه”.
بدوره، شكر رجّي الولايات المتحدة على هذا الموقف، لافتا إلى “أهمية الدعم الأمريكي لتعزيز قدرات القوات المسلّحة اللبنانية”.
كما بحث رجّي مع جونسون “أهمية الانسحاب الاسرائيلي الشامل من كامل الجنوب اللبناني” تطبيقا لاتفاق وقف إطلاق النار بين “حزب الله” وتل أبيب، الذي دخل حيّز التنفيذ في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، ولقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701″ الصادر في 11 أغسطس/ آب 2006.
وينص القرار 1701 على وقف العمليات القتالية بين “حزب الله” وإسرائيل، وإنشاء منطقة خالية من السلاح بين الخط الأزرق (المحدد لخطوط انسحاب إسرائيل من لبنان عام 2000) ونهر الليطاني جنوب لبنان، مع استثناء الجيش اللبناني وقوة الأمم المتحدة المؤقتة (يونيفيل) من هذا الحظر.
في وقت سابق الثلاثاء، أفادت وكالة الأنباء اللبنانية بأن الجيش الإسرائيلي انسحب من القرى والبلدات التي احتلها جنوب لبنان خلال الحرب الأخيرة، لكنه لا يزال متمركزا في 5 نقاط رئيسية داخل الأراضي اللبنانية على طول الخط الأزرق.
وكان من المفترض أن تستكمل إسرائيل انسحابها الكامل من جنوب لبنان بحلول فجر 26 يناير/كانون الثاني الماضي، وفقا لاتفاق وقف إطلاق النار، لكنها طلبت تمديد المهلة حتى اليوم الموافق 18 فبراير/شباط.
ومع ذلك، واصلت المماطلة بالإبقاء على وجودها في 5 نقاط رئيسية داخل الأراضي اللبنانية، دون أن تعلن حتى الآن عن موعد رسمي للانسحاب منها.
وبدأ عدوان إسرائيل على لبنان في 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وتحول لحرب واسعة في 23 سبتمبر/ أيلول الماضي، وخلّف 4 آلاف و109 قتلى و16 ألفا و899 جريحا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص.
ومنذ سريان الاتفاق ارتكبت إسرائيل قرابة ألف خرق له في لبنان، ما خلّف 78 قتيلا و274 جريحا على الأقل، وفق إحصاء للأناضول استنادا إلى بيانات رسمية لبنانية.
** الأزمة مع إيران
من جهة أخرى، أفادت الوكالة اللبنانية أن رجّي التقى السفير الإيراني مجتبى أماني، “وجرى نقاش صريح وواضح في العلاقات الثنائية”.
وأردفت الوكالة أنه “تم التطرق إلى كيفية حل مسألة اللبنانيين العالقين في إيران”.
والاثنين، أعلنت الرئاسة اللبنانية، تكليف وزير الأشغال العامة والنقل فايز رسامني “بتمديد تعليق رحلات الطيران من وإلى إيران”، وتكليف رجّي “بمتابعة الاتصالات الدبلوماسية لمعالجة مسألة الرحلات الجوية بين طهران وبيروت وتأمين عودة المسافرين اللبنانيين الذين ما زالوا في إيران”.
فيما قال متحدث وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، إن بلاده تأمل حل قضية عدم سماح لبنان للطائرات الإيرانية بالهبوط في بيروت في “وقت قريب”.
وعلى مدار يومين الأسبوع الماضي، نظم عدد من أنصار “حزب الله” مظاهرات تركزت أمام مطار بيروت وعلى الطريق المؤدي إليه، تخللتها أعمال شغب احتجاجا على رفض سلطات المطار، الخميس الماضي، منح إذن بالهبوط لطائرة ركاب إيرانية، حيث اعتبروا القرار “خضوعا لإملاءات إسرائيلية”.
وتبرر السلطات اللبنانية خطوة رفض منح إذن هبوط للطائرة الإيرانية بالامتثال لعقوبات أوروبية على الطيران الإيراني، بجانب “اتخاذ إجراءات لتأمين أمن المطار والمسافرين”.
وجاءت الخطوة بعد يوم واحد من ادعاء متحدث الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي أن “فيلق القدس الإيراني وحزب الله، يستغلان المطار لتهريب أموال مخصصة لتسليح الحزب عبر رحلات مدنية”