د.عبد الفتاح طوقان يكتب : الهوية الجامعة حصان طرواده. لإنهاء الاردن و فلسطين

الهوية الجامعة” المطروحه حاليه في الأردن و يتم التغريد والتغنى بها من الحكومة الاردنية ، لم تكن وليدة قصر النظر او عدم المعرفة و لكنها وليدة مخطط لإنهاء القضية الفلسطينية وإلغاء حق عودة اللاجئين ودمج الفلسطينيون بحقوق كاملة في النسيج الأردني و إذابتهم في المجتمع بنفس طويل ودؤوب، اذا كانت الحكومة لا تعرف فهي مصيبة و ان كانت تعرف فهي عميله.
واقصد هي تنازلات تصر بعض الحكومات عليها و تعتبرها مبادرة وكأنها انتصار وحده شعبين ، وتنظر الى كل من يطالب بالهوية الأردنية وغير قابل بالهوية الجامعة ويرفضها من منطلق الحفاظ على الهوية الفلسطينية وحق عودة اللاجئين أولا و أيضا الحفاظ على حقوق الأردن و الاردنين أنه هو “مصدر فتنة”.
الهوية الجامعة من عجائب السياسات الأردنية وتخرج الصراع الفلسطيني الإسرائيلي من محتواه ورغم أن الأردن من حقها ومفترض أن يعنيها الهوية الأردنية ولكن مثل تلك السياسات و التصريحات المتتالية تخرج الأردن من منطقته و جغرافيته و كأن الأردن لا يعني لبعض الحكومات ووزرائها في شيء ولا يعنى المجنسين بنتائجه أيضا.
و هناك العديد من السياسيين و المفكرين و خبراء الاستراتيجيات يعتقدون أنه إذا استمرّ الحال بازدياد قبول اللاجئين و المهجرين ودمجهم تحت شعار “الهوية الجامعة” و دون قيد او شرط فأن الكثافة السكانية الفلسطينية في الأردن مع منحهم حقوق أصحاب الأرض وأبناء العشائر قد يجبر الأردن في يوم من الأيام على سحب البساط من تحت اقدام النظام الأردني و التخلي عنه واستبداله بشبه دولة فلسطينيية على الأرض الأردنية بمسميات مختلفة.
تلك هي استراتيجية صهيونية يدعمها تحالف فكر الدولة العميقة الامريكية من أيام رونالد ريجان وكشف عنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب في لقاؤّه الأخير مع الملك عبد الله الثاني عندما صرح سيكون هناك قطع أراض من الأردن ومصر لتسكين اللاجئين !!!
الهوية الأردنية هي جزءا اساسياً بامتياز للحفاظ على الأردن ، لان عكس ذلك هو تدميرللامن الإقليمي عموما و الأردني خصوصا، و يساهم في بقايا تقسيم الأردن جغرافيا وسكانيا إكمالا لمخطط الاستعمار القديم والمتمثل اليوم في نهج الولايات المتحدة تحت شعارات رنانة يساندها بعض من حكام عملاء ولا يجرؤ على معارضتها بعض من حكام عرب تخدم في النهاية الصهيوينة و المنتفعين سواء حكاما او مسؤولين اومجنسيين.
الهوية الجامعة تزرع بمنتهى الخطورة كيانا من المجنسين في الأردن، و تجعل من الأردن دولة مصنوعة وظيفيا لخدمة متطلبات الصهوينية في المنطقة، هذه المعادلة ان استمرّت ستتحكم بمصيرالأردن وفلسطين معا وقد تتفاقم في الوقت الذي يجب ان يتوقف استقطاب اللاجئين والمجنسين للابد .
الهوية الأردنية هي حركة تاريخيّة و سياسات و برامج تريد بعض الحكومات وئدها بحجة عدم التعصب لهوية وذلك هو قمة عدم الفهم للصراع العربي الإسرائيلي وعدم الفهم لمعنى الهوية الجامعة التي تكون بين دول لغرض مشروع سياسي او اقتصادي متقدم يساعد مجتمعات تلك الدول لا ان تكون سببا لتغيير المجتمع الأردني وحل القضية الفلسطينية على حساب الوطن.
إنقاذ الأردن من مشروع “الهوية الجامعة” بما تحمله من الغث الذي يؤيده بعض من اللاجئين ، وخصوصا المنتفعين اقتصاديا و سياسيا يجب ان يكون هدف الحكومات الأردنية ، ويجب الا يعتمد بقاء رئيس حكومة او وزير مبن على التماهي في التنازل عن موروثات الأردن وجوهر رسالته.
الهوية الأردنية ليست هوية مصطنعة أو قائمة على صراعات وعصبيات عمياء بل هي موروث في الفكر المناضل لأردن حر مستقل وفلسطين عربية محررة.
من العيب وغير المقبول ان يحارب و يتهم بأثارة الفتن كل من يطالب بهوية أردنية والتي هي بعكس “الهوية الجامعة”، هي وعيا متكاملا بمستقبل الأردن وفلسطين بينما “الهوية الجامعة” هي مشروع اذا جاز التعبير مبنى علي وعي زائف وادعآءات لا تلم بوقائع الأمور و تعليمات أمريكية ، وهي تجربة ضحلة مرفوضة وتعقيداتها تأتي من سطحية من يطرحها لخلق احداث تخدم انهاء صراعات من خلف الستار مع إسرائيل علي حساب “اردن مفعول به”.
الشعب الفلسطيني يريد تحرير بلاده و استعاده وطنه و” الهوية الجامعة” بكيفية طرحها و تجارب تطبيقها علي اللاجئين منذ عام ١٩٤٨ و الي اليوم هي حجر عثرة من عشرات الأحجار التي تصقلها وتضعها الصهوينية امام قيام دولة فلسطين و غير مقبوله لدي الأردنيين الشرفاء و مرفوضة من الفلسطينين الاحرار، وهي حصان طرواده لانهاء الأردن الموروث التاريخي وقتل حلم العودة الي فلسطين.