“القومي العربي” يطالب القمة العربية المقبلة بدعم المقاومة ورفض مخطط تهجير الفلسطينيين

وجه المؤتمر القومي العربي عدة مطالب في رسالة مفتوحة إلى القمة العربية المؤجلة والمزمع عقدها في 4 آذار/مارس بالقاهرة، ومنها الرفض الكامل لمقترحات ترامب للتهجير (القسري أو الطوعي) لأهل غزّة وتوطينهم خارج أرضهم والعمل بشتى الوسائل المتاحة لإسقاط هذه المقترحات ومفاعيلها”، محذرا من “أي محاولة للالتفاف على الموقف العربي الرسمي والشعبي الرافض لهذه المقترحات”.
ودعا الى “التبني الواضح والصريح والدعم الفاعل لقوى المقاومة في فلسطين ولبنان وعلى مستوى الأمّة كلها، باعتبارها رأس حربتنا في مواجهة العدوان والمشاريع الاستعمارية، والى السعي الى إنهاء الفوري للانقسام الفلسطيني على قاعدة التكامل بين الفعل المقاوم والعمل السياسي لما فيه مصلحة القضية الفلسطينية”.
كما دعا الى “العمل الفوري على إطلاق آليات إعمار المناطق المنكوبة في غزّة ولبنان، بما فيها تأسيس صندوق عربي – إسلامي – دولي، لإعادة الإعمار في فلسطين ولبنان، وضمان إدارة شفافة وموثوقة لهذا الصندوق”.
وأكد المؤتمر القومي على “ضرورة تحمّل أمتنا العربية والإسلامية مسؤولية إعادة إعمار غزة وجنوب لبنان وتقديم التعويضات للعائلات المتضررة”، دعا “الحكومات العربية إلى تحميل الاحتلال الصهيوني والإدارة الأمريكية وكل من دعم هذا العدوان مسؤولية إعادة الإعمار والتعويض على المتضررين في فلسطين ولبنان”.
وطالب بـ”الضغط على المحتل الإسرائيلي وحلفائه لينفّذوا كافة بنود اتفاقات وقف إطلاق النار في غزّة وجنوب لبنان، وعلى رأسها الانسحاب الكامل من كل شبر من الأرض التي يحتلها العدو”.
ودعا الى “طرد سفراء الكيان الصهيوني من العواصم العربية المعنية كخطوة على طريق إلغاء كافة اتفاقيات التطبيع مع العدو، واستخدام كل ما هو متاح من وسائل الضغط السياسية والاقتصادية والشعبية والأمنية والثقافية من أجل إرغام الدول الداعمة للكيان الصهيوني على مراجعة مواقفها، والالتزام بالقرارات الدولية والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وفي مقدمها قيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس”.
وشدد على ضرورة “السعي لتطوير العلاقات بين الدول العربية ودول الجوار في إطار تكامل عربي – إيراني – تركي ودول الجوار الأفريقي، لكي يقوم في هذه المنطقة من العالم، إقليم عربي – إسلامي – أفريقي ذو وزن مؤثر في السياسة والاقتصاد والثقافة والسعي لتنقية كل الشوائب في هذه العلاقات بما يصون مصالح كافة الأمم واستقلالها وسيادتها ومواردها وإبعادها عن كافة أنواع التدخلات في شؤونها”.
وأكد أهمية “الانطلاق من فشل العدو في تحقيق أهدافه في ملحمة “طوفان الأقصى” لإطلاق عملية سياسية شاملة تسعى إلى انسحاب العدو من الأراضي المحتلة وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس تمهيدا لإقرار كافة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وفي مقدمها حق العودة وتقرير المصير”.
ودعا المؤتمر إلى “إطلاق حملة عربية وإسلامية وعالمية لتفعيل “حق العودة” للفلسطينيين إلى أرضهم، والسعي للاستثمار في التأييد الشعبي العالمي للشعب الفلسطيني ومقاومته من أجل قيام جبهة شعبية عالمية من قوى التحرر في الوطن العربي والعالم الإسلامي وعلى المستوى الدولي، وقيام تشكيل عالمي معاد للفاشية والعنصرية والاستعمار الاستيطاني”.
وشدد على “الاستثمار في الإجماع الدولي المتصاعد المناهض للعنصرية الصهيونية، من أجل عزل الكيان العنصري الصهيوني عالميا تمهيدا لإسقاطه كما جرى مع النظام العنصري في جنوب أفريقيا، وعلى مواصلة الضغط والتحرك السياسي والإعلامي والقانوني لاستكمال المسار القضائي الدولي الذي بدأ بقرارات محكمة العدل الدولية باعتبار الكيان الصهيوني دولة إبادة عنصرية وتطهير عرقي وبالتزامن مع قرار المحكمة الجنائية الدولية بإصدار مذكرات اعتقال بحق مجرمي الحرب نتنياهو ووزير دفاعه، والسعي إلى دعوة كافة دول العالم إلى الالتزام بمضمون هذه القرارات”.
وأكد على “تعزيز دور كافة المنظمات الدولية ذات العلاقة بدعم الشعب الفلسطيني وفي مقدمها وكالة عوث اللاجئين (الأنروا) التي باتت عنوانا من عناوين “حق العودة” المكرّس بقرار دولي، وعلى السعي لتنقية العلاقات بين الأقطار العربية والإسلامية من جهة، وداخل هذه الأقطار، من أجل قيام تضامن عربي وإسلامي واسع من جهة، ومن أجل إطلاق الحريات العامة واحترام حقوق الإنسان والإفراج عن كل معتقلي الرأي في البلدان العربية لضمان التماسك الداخلي في هذه الأقطار مع تحصين مجتمعاتنا ضد العصبيات الطائفية والمذهبية والعرقية وضد كل مظاهر الفساد والاستعباد”.
وطلب “العمل على تفعيل قوانين المقاطعة العربية للعدو وداعميه وإعادة العمل في مكاتب المقاطعة داخل الأقطار العربية والسعي لإلغاء كل اتفاقات التطبيع مع العدو الذي استخدم اتفاقات السلام المزعوم من أجل إشاعة الحروب والفتن ضد أقطار الأمّة وداخلها”.
وأمل أن “تأتي مقررات مؤتمر القمة والآليات التنفيذية المنبثقة عنه بمستوى التحديات الراهنة، وتأكيدا لدور أمّتنا والإقليم في العالم، وتصحيحا لمواقف جرى اتخاذها خلال 15 شهرا، وخلال مواجهة العدوان الصهيوني – الأمريكي على غزّة، وهي مواقف لم تكن منسجمة على الإطلاق مع مسؤوليات حكوماتنا ولا مع مطالب جماهير أمّتنا ونخبها. وها هي اللحظة المواتية لإستعادة ثقة الأمة وإحياء التضامن العربي الرسمي الشعبي بموقف جاد حاسم صارم يتصدى لأطماع العدو ويحفظ للأمة حقوقها وأمنها وكرامتها”.