
منذ قيام الكيان الصهيوني على أرض فلسطين، لم تتوقف مكائده ضد الشعب الفلسطيني، وخاصةً في قطاع غزة، الذي يمثل شوكة في حلق الاحتلال بسبب مقاومته المستمرة، فالصهاينة يسعون بكل السبل إلى تصفية القضية الفلسطينية، وفرض سيطرتهم على الأرض والمقدسات، مستعملين كل وسائل القتل، والتشريد، والحصار، والخداع السياسي، وتزييف التاريخ، والإعلام المغرض.
ومن أهم مكائد اليهود وإجرامهم على مر العصور:
أولًا: المذابح والمجازر التاريخية؛ فمنذ نكبة 1948، ارتكب اليهود عشرات المذابح بحق الفلسطينيين، كان الهدف منها نشر الرعب والتطهير العرقي،
منها: مجزرة دير ياسين (1948)، حيث قتلت العصابات الصهيونية (الإرغون وشتيرن) مئات الفلسطينيين بوحشية، ومجزرة كفر قاسم (1956) تم قتل 49 فلسطينيًا بدم بارد وهم عُزّل، ومجزرة صبرا وشاتيلا (1982) قامت ميليشيات لبنانية متحالفة مع الاحتلال بقتل الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين تحت إشراف جيش الاحتلال، ومجزرة الحرم الإبراهيمي (1994) نفذها المستوطن المتطرف «باروخ غولدشتاين»، حيث قتل 29 فلسطينيًا أثناء الصلاة، ومجازر غزة المتكررة،
كما حدث في حرب 2008، 2012، 2014، 2021، و2023، حيث يشن الاحتلال غارات مكثفة على المدنيين، مستهدفًا الأطفال والنساء، وكل مظاهر الحياة.
ثانيًا: الحصار والتجويع كسلاح حرب؛ فبعد فوز حركة حماس في الانتخابات عام 2006، فرض الاحتلال حصارًا شاملًا على غزة، بهدف كسر إرادة المقاومة،
شمل هذا الحصار: منع دخول البضائع الأساسية مثل: الغذاء، والدواء، والوقود، وقطع الكهرباء، والمياه مما أدى إلى معاناة إنسانية كبيرة، وإغلاق المعابر ومنع الفلسطينيين من السفر للعلاج أو الدراسة، واستهداف البنية التحتية بما في ذلك المستشفيات، والمدارس، والطرقات.
ثالثًا: الاستيطان وتهويد القدس؛ فمن أكبر المكائد الصهيونية هو الاستيطان، حيث يستولي اليهود على أراضي الفلسطينيين ويقيمون مستوطنات غير شرعية، خاصة في الضفة الغربية والقدس، بهدف تغيير التركيبة السكانية لصالح اليهود،
ففي القدس، يعمل الاحتلال على تهويد المدينة من خلال هدم منازل الفلسطينيين، والاستيلاء على أوقافهم الإسلامية والمسيحية، وتم طرد سكان الأحياء الفلسطينية مثل حي الشيخ جراح، وسلوان، وتسليم منازلهم للمستوطنين، ويتم اقتحام المسجد الأقصى بشكل متكرر، ومحاولة فرض السيطرة اليهودية عليه، في محاولة لبناء «الهيكل المزعوم».
رابعًا: استهداف المقاومة الفلسطينية في غزة؛ فالاحتلال يسعى بكل الطرق إلى كسر شوكة المقاومة في غزة، مستخدمًا وسائل مثل: الاغتيالات المتكررة للقادة الفلسطينيين، والقصف العشوائي لمنازل المدنيين بزعم استهداف المقاومة.
هذه المخططات التي يقوم بها الكيان الصهيوني، بدعم كبير من الولايات المتحدة الأمريكية، والغرب بشكل عام، وتواطؤ عربي؛ تتطلب وعيًا وإعدادًا متكاملًا على عدة مستويات، من خلال تعزيز الوعي الديني والتاريخي، وفهم مخططات اليهود عبر التاريخ، ليكونوا أكثر وعيًا بمكرهم وأساليبهم، وتقوية الوحدة الإسلامية لمواجهة المشروع الصهيوني،
عبر التنسيق السياسي والاقتصادي والعسكري، ودعم القضية الفلسطينية، من خلال الإعلام والتبرعات والمقاطعة الاقتصادية للمنتجات الداعمة لإسرائيل، والاعتماد على الذات اقتصاديًا وتقنيًا، وعدم الاعتماد على الشركات اليهودية في مجالات التكنولوجيا والاقتصاد، والمواجهة الإعلامية والفكرية، من خلال إنشاء منصات إعلامية قوية تعكس الرواية الحقيقية حول قضايا المسلمين، وتكشف التضليل الصهيوني.
أقول: على الرغم من كل ما فعله الاحتلال من مذابح، وحصار، وحرب نفسية، واستيطان، وتدمير لكل مظاهر الحياة؛ إلا أن المقاومة الفلسطينية ما زالت قوية، وما زال الشعب الفلسطيني صامدًا في وجه الاحتلال.
غزة اليوم هي مثال على العزة والكرامة، فهي رغم الحصار والقصف، لم تستسلم، بل تطورت المقاومة، وأصبحت أكثر قدرة على مواجهة الاحتلال، مما يثبت أن إرادة الشعوب أقوى من أي سلاح.
والأمل في المستقبل يبقى قائمًا على الصمود والمقاومة، والتكاتف الشعبي العربي والإسلامي لنصرة فلسطين، لأن الاحتلال لن يستمر طالما هناك من يقاوم.
المصدر: موقع جريدة الشرق الإخباري القطري