مسعفون ينقذون شابًا من بئر عميقة بموقع بناء تحت الإنشاء

أظهر المسعفان كيرلس عدلي فهمي وشحاتة يونس شحاتة شجاعة استثنائية في إنقاذ شاب تعرض لحادث مأساوي داخل موقع تحت الإنشاء بالقرب من العاصمة الإدارية، حيث سقط الشاب في بئر عميقة تكاد تودي بحياته، لولا جهود المسعفين السريعة واحترافيتهم في التعامل مع الموقف.
بدأ الحادث مع غروب الشمس عندما كان المسعفان في استراحة داخل سيارة الإسعاف رقم (4185) وتلقيا إشعارًا بوجود إصابة في موقع بناء.
تحركا على الفور دون تردد واتجهوا نحو الموقع. عند وصولهم، فوجئا بحشد من الناس في حالة من التوتر، وبئر عميقة يصل عمقها لأكثر من 20 مترًا، المدخل ضيق والسلم الحديدي المهدم، فضلاً عن إضاءة ضعيفة من هاتف محمول تشير إلى مكان المصاب.
واجه المسعفان تحديًا كبيرًا في عملية الإنقاذ، حيث نزل شحاتة أولًا إلى داخل البئر بحذر، ليتبعه كيرلس، ليجدا الشاب المصاب الذي يعاني من إصابات في الحوض والفقرات القطنية.
على الفور، أدركا خطورة تحريكه بشكل غير دقيق، فتوليا تأمينه على نقالة طبية صلبة مخصصة لإصابات العمود الفقري، مع اتخاذ الحذر التام في تثبيت عظام الحوض والفقرات العنقية.
تمثل التحدي الأكبر في إخراج المصاب من داخل البئر. وبعد تقييم الوضع، قرر كيرلس وشحاتة ربط النقالة بحبل قوي ومتين لتأمينها بشكل محكم، بمساعدة العمال المتواجدين في الموقع.
تولى كيرلس قيادة عملية السحب من الأعلى، فيما قام شحاته بتوجيه الحركة من الأسفل. نجحوا في رفع المصاب إلى السطح بأمان، وسط صيحات ارتياح من الحاضرين الذين عبروا عن تهنئتهم بنجاح العملية.
لم يتوقف دور المسعفين عند إنقاذ الشاب، بل سارعوا بنقله إلى سيارة الإسعاف واتجهوا به إلى المستشفى، مؤكدين له طوال العملية بأنهم لن يتخلوا عنه حتى يتم تأمين سلامته. كانت هذه الخطوة إتمامًا لالتزامهم المهني والإنساني.
تعتبر هذه الحادثة مثالًا جديدًا على بطولة رجال هيئة الإسعاف المصرية الذين يعملون في صمت ويضحيون بكل شيء من أجل إنقاذ الأرواح، دون النظر إلى المخاطر التي قد تواجههم في مثل هذه الحالات الطارئة.