تفاصيل صادمة في قضية سفاح المعمورة المتهم بقتل سيدتين ورجل وإخفاء الجثث

أثارت قضية سفاح المعمورة ضجة واسعة بعد اكتشاف العثور على ثلاث جثث مدفونة داخل شقق سكنية بمحافظة الإسكندرية، حيث اتهم المتهم بقتل سيدتين ورجل والتخلص من جثثهم عن طريق دفنهم في شقق استأجرها خصيصًا للطابق الأرضي من أجل تنفيذ جرائمه.
استأجر المتهم هذه الشقق بحجة مقابلته لعملائه وممارسة أعماله، إلا أن الحقيقة كشفت لاحقًا أن الهدف كان التخلص من الضحايا وإخفاء معالم الجريمة بطرق مروعة.
بدأت الجرائم بقتل المتهم لزوجته عرفيًا، وهي الضحية الأولى في سلسلة جرائمه. تعرف المتهم “ن.م” على الضحية الأولى في بداية عام 2023، وهي سيدة من محافظة الجيزة، وبعد فترة قصيرة من الزواج العرفي، أقنعها بالانتقال للعيش معه في الإسكندرية حيث كان يخطط لفتح مكتبين لممارسة عمله.
لكن مع مرور الوقت، تصاعدت الخلافات بينهما حتى قرر إنهاء حياتها. أقدم المتهم على قتلها بضربات عنيفة على رأسها، ثم قام بلف جثتها بأكياس مشمعة محكمة الإغلاق ودفنها في شقة بالدور الأرضي في منطقة المعمورة. ولتجنب اكتشاف الجريمة، أبقى الجثة مخبأة لأكثر من ثمانية أشهر داخل الشقة.
في جريمة أخرى، استهدف المتهم ربة منزل كانت تربطه بها علاقة مالية. المجني عليها الثانية كانت تطالبه باسترجاع مبالغ مالية كبيرة كان قد استولى عليها، وعندما طالبت بحقوقها، طلب منها الحضور إلى مكتبه في منطقة المعمورة لحل الخلاف.
عند وصولها، قام بالاعتداء عليها وقتلها، ثم لف جثتها في بطانية وأخفى الجثة بحفر حفرة بعمق مترين داخل شقة أخرى بالدور الأرضي. ولم يكتفِ بذلك، بل قام بتغطية الجثتين في الشقة بطبقات من الأسمنت حتى لا تفوح رائحة الجثث.
الجريمة الثالثة التي ارتكبها المتهم كانت بحق رجل مجهول الهوية، حيث قام بقتله وإخفاء جثته بنفس الطريقة المروعة. دفن المتهم الجثة في شقة بمنطقة 45 ووضع حولها مواد لاصقة وأسمنتية للحيلولة دون انتشار الرائحة الكريهة الناتجة عن تحلل الجثة.
أكدت التحقيقات أن المتهم كان يستأجر الشقق الأرضية خصيصًا لتنفيذ جرائمه، حيث كان يستخدمها كوسيلة للتخلص من ضحاياه. إضافة إلى ذلك، كشفت السلطات أن المتهم لم يكن يعمل بمفرده، بل كان متورطًا معه عدة أشخاص آخرين.
تم القبض على ستة متهمين آخرين على صلة بالقضية، وهم ثلاث سيدات وثلاثة رجال، حيث اتهم بعضهم بممارسة أنشطة مخالفة للآداب وآخرين بالمشاركة في جرائم السفاح.
استمرت التحقيقات في قضية سفاح المعمورة حيث تم استخراج جثث الضحايا من الأماكن التي دُفنت فيها، وعُرضت على الطب الشرعي لمعرفة أسباب الوفاة. وفي الوقت نفسه، أصدرت النيابة العامة قرارًا بحبس المتهم الرئيسي “ن. م.” على ذمة التحقيقات، وتم التحقيق مع المتهمين الآخرين.
كما طلبت النيابة العامة من الأجهزة الأمنية تكثيف التحريات للوقوف على ملابسات الجرائم واكتشاف إذا كان هناك ضحايا آخرين غير المكتشفين حتى الآن.
تعتبر قضية سفاح المعمورة من أكثر القضايا البشعة التي شهدتها محافظة الإسكندرية في الآونة الأخيرة، حيث أظهرت التحقيقات مدى الوحشية التي اتسمت بها جرائم المتهم.
ولعل أكثر ما يزيد من صعوبة هذه القضية هو الطريقة التي كان يخطط بها للتخلص من الجثث بشكل دقيق ومحكم، ما يدل على استعداد سابق لارتكاب تلك الجرائم البشعة. قامت السلطات المختصة بملاحقة المتهمين وضبطهم جميعًا، وتقديمهم للعدالة لتحديد المسؤوليات والعقوبات.
وفيما يتعلق بتحليل الجرائم، ظهر أن المتهم كان يتمتع بقدرة عالية على التخطيط والتنفيذ دون ترك أثر فوري لجرائمه، ما أتاح له الاستمرار لفترة طويلة في ارتكابها دون أن يُكتشف.
ومع ذلك، تم كشف جرائمه في النهاية بفضل جهود الأجهزة الأمنية والنيابة العامة التي قامت بالتحقيق في تفاصيل كل جريمة بعناية.
ولا تزال التحقيقات مستمرة حتى اليوم لمعرفة ما إذا كانت هناك جثث أخرى تم إخفاؤها بنفس الأسلوب الذي اتبعه المتهم في الجرائم السابقة، إضافة إلى متابعة المتورطين الآخرين المتهمين بالمشاركة في هذه الجرائم والوقوف على دورهم الحقيقي في هذه القضية المرعبة.