عربي ودولى

تصاعد التوتر الإسرائيلي يهدد بتقويض المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عقد اجتماع للمجلس الوزاري المصغر (الكابينت) لمناقشة المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وسط تهديدات من داخل حكومته بالانسحاب إذا لم تُستأنف العمليات العسكرية فور انتهاء المرحلة الأولى. تأتي هذه التطورات على خلفية تقارير عن مساعٍ إسرائيلية لفرض شروط جديدة قد تقوّض الاتفاق وتدفع بالمنطقة نحو مرحلة حرجة من التأزم.

تشير المعطيات إلى أن إسرائيل تماطل منذ أيام في البدء الرسمي بالمفاوضات المتعلقة بالمرحلة الثانية من الاتفاق، وكان من المُفترض أن تبدأ تلك المفاوضات في اليوم السادس عشر من سريان المرحلة الأولى. ومع دخول الاتفاق يومه الثلاثين، عادت جولات المحادثات إلى دائرة الضوء عقب اتصالات مكثفة أجراها المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف مع كلّ من نتنياهو ورئيس الوزراء القطري ورئيس المخابرات المصرية، ممهدًا الطريق لاجتماعات حاسمة يُتوقع أن تحدد مصير الاتفاق برمّته.

يشمل الاتفاق ثلاث مراحل، كلٌّ منها تستمر 42 يومًا. وبانتهاء المرحلة الأولى، يُترقب أن يبدأ تنفيذ بنود المرحلة الثانية وفق مفاوضات ترعاها القاهرة والدوحة وبدعم أمريكي، وسط تحديات داخلية تواجهها الحكومة الإسرائيلية وضغوط دولية متزايدة لإتمام الصفقة بخطواتها كافة.

تفاصيل موسّعة حول تطورات الاتفاق

خلال المرحلة الأولى من الاتفاق، أفرجت إسرائيل عن 1135 أسيرًا فلسطينيًا، بينهم أسرى محكومون بالمؤبد، مقابل إطلاق 19 أسيرًا إسرائيليًا من غزة. ورغم انتهاء غالبية بنود هذه المرحلة، فإن وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش هدّد بالانسحاب من الحكومة في حال عدم استئناف العمليات العسكرية فور انتهاء المرحلة الأولى، الأمر الذي يشكل ضغطًا إضافيًا على نتنياهو ويهدد استقرار الائتلاف الحكومي.

توضح تقارير إعلامية أن نتنياهو أبلغ سموتريتش بأن أي مفاوضات بشأن المرحلة الثانية من الاتفاق لن تُستهل إلا بموافقة الكابينت، التزامًا بشرط سابق وضعه وزير المالية لتجنب انسحاب حزبه من الائتلاف. وبالتوازي، تبرز مخاوف في الأوساط السياسية الإسرائيلية من أن فرض شروط إضافية على غزة، مثل التزام بنزع السلاح أو ضمانات سياسية معينة، قد يُعقّد مسار التفاوض ويطيل أمد الجمود الحالي.

من زاوية أخرى، يشير محللون إلى أنّ الولايات المتحدة، عبر مبعوثها ستيف ويتكوف، قد تلعب دورًا حاسمًا في توجيه بوصلة الاتفاق، بين دفع الأطراف نحو تسوية شاملة أو إعادة فتح الباب أمام تصعيد عسكري جديد. ويأتي ذلك فيما تواجه الحكومة الإسرائيلية سلسلة تحديات داخلية مرتبطة بملف قرارات المحاكم الدولية والإدانات المحتملة جراء جرائم حرب مزعومة في القطاع، فضلًا عن المطالب الشعبية بإعادة الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة.

أبرز التصريحات

ستيف ويتكوف، المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط
“المرحلة الثانية أكثر تعقيدًا من الأولى، ولكن الثانية ستبدأ بالتأكيد. أجرينا محادثات بناءة للغاية حول تسلسل المرحلة الثانية لتحديد المواقف على الجانبين، وسنواصل العمل المُكثّف هذا الأسبوع.”

بتسلئيل سموتريتش، وزير المالية الإسرائيلي وزعيم حزب “الصهيونية الدينية”
“عدم استئناف العمليات العسكرية فور انتهاء المرحلة الأولى للاتفاق قد يدفعنا إلى الانسحاب من الحكومة. لا يمكن أن نقبل بتمديد الاتفاق دون موافقة مسبقة من المجلس الوزاري المصغر.”

محلل عسكري بارز بصحيفة هآرتس، عاموس هارئيل
“يواجه نتنياهو تحديات داخلية تضغط عليه لاستئناف المعارك، في محاولة لاستكمال صفقة الأسرى بشروط أفضل بالنسبة لإسرائيل. لكن الطريق نحو تحقيق ذلك مُعقد ويتطلب قرارًا أمريكيًا واضحًا بخصوص دعم أي تحرك عسكري إضافي.”

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى