الكابينت الإسرائيلي يدرس المرحلة الثانية من اتفاق غزة وسط ترقب إقليمي

يشهد المشهد السياسي والأمني في المنطقة حالة من الترقب، في الوقت الذي ينعقد فيه المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر (الكابينت) يوم الاثنين لمناقشة المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى مع حركة حماس، وذلك بالتزامن مع توجه الوفد الإسرائيلي المفاوض إلى القاهرة.
يمثّل هذا الاجتماع خطوة لتجاوز العقبات التي عطّلت انطلاق مفاوضات المرحلة الثانية، والتي كان من المفترض أن تبدأ في اليوم السادس عشر من الاتفاق، لكنها تأخّرت إلى ما بعد اليوم التاسع والعشرين. وتُعدّ المرحلة القادمة حاسمة، خصوصًا أنها تأتي ضمن اتفاق مؤلّف من ثلاث مراحل بدأ سريانه في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، وتستمر كل مرحلة فيه لمدة 42 يومًا.
وفي ظل إصرار تل أبيب على المماطلة، ظهرت دعوات دولية وإقليمية لضرورة إفساح المجال أمام الجهود التي تبذلها كل من مصر وقطر، بدعم من الولايات المتحدة، من أجل تهيئة الظروف الملائمة لبدء المفاوضات واستمرار نجاح المرحلة الأولى من الاتفاق.
< في هذا الإطار، يواصل المراقبون التأكيد على أهمية الوصول إلى أرضية مشتركة تضمن إتمام بنود الاتفاق في المراحل اللاحقة، والتي من شأنها أن تمهّد الطريق نحو استقرارٍ جزئي في منطقة شديدة التعقيد، لا سيما مع تصاعد الضغوط الإقليمية والدولية الرامية إلى التهدئة. >
“نأمل أن يعود الوفد المفاوض من القاهرة بخارطة طريق واضحة تمكّن جميع الأطراف من المضي قُدُمًا في مسارٍ دبلوماسي متوازن”، بحسب تصريح لأحد المسؤولين المعنيين بملف المفاوضات. بينما علّق مصدر متابع للملف بقوله: “على الرغم من النهج المتعثر، نتوقّع أن تلعب الوساطة المصرية والقطرية دورًا أساسيًا في تقريب وجهات النظر بين تل أبيب وحماس.”
وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في بيان الأحد: “أبلغ رئيس الوزراء مبعوث الرئيس الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، خلال اتصال هاتفي، أنه سيعقد غدا (الاثنين) اجتماعا للمجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية لمناقشة المرحلة الثانية من الاتفاق”.
وأشارت صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية إلى أن بيان مكتب نتنياهو صدر بعد وقت قصير من تصريح أدلى به ويتكوف.
وقال ويتكوف إن محادثات “مثمرة وبناءة” جرت بشأن تنفيذ “المرحلة الثانية”، وذلك رغم نفي نتنياهو وجود أي مفاوضات حالية في هذا الشأن.
وأضاف مكتب نتنياهو أنه بتنسيق مع ويتكوف، أوعز نتنياهو للوفد المفاوض بالسفر إلى القاهرة، الاثنين، لبحث استكمال تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق.
وسيحصل الوفد الإسرائيلي على توجيهات بشأن المرحلة الثانية من الاتفاق بعد اجتماع الكابينت، وفق البيان.
ويأتي هذا الإعلان في ظل تصاعد الانتقادات والضغوط المحلية والدولية على حكومة نتنياهو لبدء المفاوضات بشأن المرحلة الثانية من الاتفاق.
والسبت عقدت عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة مؤتمرا صحفيا أمام وزارة الدفاع في تل أبيب، وشددت على أنها لن تسمح لنتنياهو بعرقلة المرحلة الثانية من الاتفاق، لخدمة أهدافه السياسية الشخصية.
وحتى الآن، وفق الاتفاق، أفرجت إسرائيل عن 1135 أسيرا فلسطينيا، بينهم عشرات من أسرى المؤبدات، مقابل 19 من أسراها في غزة.
وتقدر تل أبيب وجود 73 أسيرا إسرائيليا في غزة، يُعتقد أن نصفهم على قيد الحياة، فيما يقبع آلاف الفلسطينيين في سجون إسرائيل.
ويعاني الأسرى الفلسطينيون من تعذيب وتجويع وإهمال طبي في سجون إسرائيل؛ ما أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
وبدعم أمريكي ارتكبت إسرائيل، بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير/ كانون الثاني 2025، إبادة جماعية بغزة، خلّفت نحو 160 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.
وفي 21 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، بتهمتي ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.
ومنذ عقود تحتل إسرائيل أراضي في فلسطين وسوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.