أمريكا تضغط على العرب لوضع خطة بديلة لغزة ومنع تهجير الفلسطينيين

قامت الولايات المتحدة الأمريكية بممارسة ضغوط متزايدة على الدول العربية لبحث خطة بديلة لمنع تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة بعد التصعيد الأخير.
اجتمع قادة مصر والأردن والسعودية والإمارات وقطر في العاصمة السعودية الرياض من أجل وضع تصور موحد يمثل الرؤية العربية لحل الأزمة.
وناقش القادة مقترحات تمهيدية لعقد قمة عربية ثانية في القاهرة، تهدف إلى استكمال وضع الخطة النهائية قبل تقديمها للرئيس الأمريكي، وسط ترقب دولي كبير.
بدأت مصر في وضع خطة شاملة لإعادة إعمار قطاع غزة، بعد أن شهدت مناطق كثيرة فيه دمارًا هائلًا جراء العمليات العسكرية الأخيرة.
ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، تتضمن الخطة المصرية عدة مراحل تمتد لخمس سنوات.
تبدأ الخطة بتجهيز مناطق آمنة داخل القطاع خلال ستة أشهر، بهدف نقل السكان الذين تعرضت منازلهم للدمار إليها بعد رفع الركام منها. تستمر المرحلة التالية 18 شهرًا، يتم فيها توفير متطلبات الحياة الأساسية في تلك المناطق مثل الخدمات الصحية، المياه، والكهرباء.
سعت مصر في إطار هذه الخطة إلى جلب 24 شركة عالمية متخصصة، بالإضافة إلى 18 مكتبًا استشاريًا، لتنفيذ مشروعات إعادة الإعمار، مع الاعتماد على دعم وتمويل من الدول العربية والأوروبية.
تركز هذه الجهود على تحقيق التعافي الاقتصادي والاجتماعي في غزة، وتخفيف معاناة الفلسطينيين الذين يعانون من حصار طويل وظروف معيشية قاسية. جاء التعاون الإقليمي والدولي كخطوة استراتيجية لتعزيز الاستقرار في المنطقة وإعادة بناء قطاع غزة بشكل مستدام.
اقترحت الخطة المصرية تشكيل لجنة تكنوقراط لإدارة القطاع، بهدف تحقيق إدارة محايدة بعيدًا عن الصراعات الداخلية.
تمت الإشارة إلى استبعاد حركة حماس من المشهد التنفيذي كجزء من الاتفاقات الدولية، إلا أن الحركة أبدت استجابة غير متوقعة.
صرح موسى أبو مرزوق، القيادي في حركة حماس، بأن الحركة لا تسعى للتمسك بحكم القطاع، بل ترحب بتشكيل حكومة تكنوقراط وطنية تتمتع بالكفاءة والنزاهة لإدارة شؤون غزة.
من جهة أخرى، طُرحت عدة مبادرات من بعض الدول العربية لدعم استقرار القطاع. عرضت الإمارات إرسال قوات حفظ سلام لدعم السلطة الفلسطينية في غزة بعد انسحاب القوات الإسرائيلية، فيما رفضت كل من مصر والأردن إرسال قوات قتالية للقطاع.
وطرحت السلطة الفلسطينية إمكانية إرسال قوات أمنية من قبلها لتأمين المناطق المحررة وإدارة الأوضاع الأمنية بشكل مباشر.
يعتقد العديد من المحللين أن الولايات المتحدة، بقيادة الرئيس الأمريكي، تسعى إلى حث الدول العربية على مواجهة الفصائل الفلسطينية المسلحة في غزة، بعد فشل إسرائيل في تحقيق أهدافها العسكرية هناك.
ومع ذلك، رفضت مصر والأردن إرسال قوات قتالية مباشرة، مما يضع الإدارة الأمريكية أمام تحدٍ كبير حول قبول الخطة العربية الجديدة.
ينتظر العالم موقف الرئيس الأمريكي الذي سيتعين عليه اتخاذ قرار نهائي بشأن هذا المقترح في ظل الضغوط المتزايدة من الداخل والخارج.