آلاف الإسرائيليين يطالبون الحكومة بإتمام المرحلة الثانية من صفقة تبادل الأسرى مع حماس

احتشد آلاف المواطنين الإسرائيليين في كلّ من تل أبيب والقدس،، مطالبين الحكومة بالإسراع في إتمام المرحلة الثانية من صفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس في قطاع غزة. جاءت هذه المظاهرات تعبيرًا عن تضامن الشارع مع عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة، وللدعوة إلى عدم تأجيل تنفيذ الاتفاقية.
شهدت ساحة التظاهر وسط تل أبيب حضورًا قويًا من مواطنين ونشطاء بارزين حملوا لافتات تدعو رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى المضي قدمًا في الاتفاق وعدم التراجع عن التزاماته. وشهدت القدس مظاهرات مماثلة، حيث أبدى المتظاهرون دعمهم لعائلات الأسرى، مطالبين بالإسراع في استكمال الصفقة حرصًا على تحقيق نتائج ملموسة ومنع أي محاولة لتعطيل المرحلة الثانية منها.
كشف المشاركون عن قلق متصاعد لدى عائلات الأسرى الإسرائيليين من تأخير أو عرقلة الإجراءات اللازمة لإتمام المرحلة الثانية، مؤكدين أنّ تردّد الحكومة في هذا الشأن قد يؤثّر سلبًا على أوضاع أبنائهم ويطيل أمد المعاناة لكلا الجانبين.
قال أحد منظّمي المظاهرة: “نحن هنا لنؤكّد أن مطالب عائلات الأسرى مشروعة وأن على الحكومة التحرّك سريعًا لإنهاء هذا الملف الإنساني”. من جهتها، تحدّثت إحدى ممثّلات عائلات الأسرى قائلةً: “لن نسمح لأي جهة كانت بعرقلة إتمام المرحلة الثانية من الصفقة. نريد حسم هذا الملف في أقرب وقت ممكن”.
وفي القدس، نظم مئات آخرون تظاهرة مماثلة، دعماً للمطالب ذاتها.
وتأتي هذه الاحتجاجات وسط تصاعد الضغوط الشعبية على حكومة نتنياهو، بسبب تأخر المفاوضات المتعلقة بالمرحلة الثانية، والتي كان من المفترض أن تبدأ قبل أكثر من أسبوعين وفق الاتفاق المبرم مع حماس.
يتزامن ذلك مع مواجهة حكومة نتنياهو انتقادات حادة من عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة، والذين نظموا مؤتمرًا صحفيًا أمام وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب، في وقت سابق السبت، مؤكدين أنهم لن يسمحوا لرئيس الوزراء بعرقلة المرحلة الثانية من صفقة التبادل.
وكان من المفترض أن تبدأ المفاوضات حول المرحلة الثانية من الصفقة في 3 فبراير/ شباط الجاري، إلا أن حكومة نتنياهو لم تتحرك بعد، ما دفع عائلات الأسرى إلى تصعيد ضغوطها والمطالبة بإتمام الاتفاق قبل أي قرارات عسكرية جديدة في غزة.
في وقت سابق السبت، سلمت كتائب القسام وسرايا القدس، الجناحان العسكريان لحركتي حماس والجهاد الإسلامي، ثلاثة أسرى إسرائيليين إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بينهم اثنان يحملان الجنسيتين الأمريكية والروسية، قبل نقلهم إلى الجيش الإسرائيلي ضمن الدفعة السادسة من صفقة التبادل.
ويأتي هذا بعد تأجيلات متكررة في تنفيذ الصفقة، حيث كانت حماس قد أعلنت تجميد الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين الأسبوع الماضي، احتجاجًا على انتهاك إسرائيل للبروتوكول الإنساني للاتفاق، والذي شمل استمرار العمليات العسكرية في قطاع غزة، وتأخير عودة النازحين، ومنع دخول 400 كرفان للإيواء، إضافة إلى عرقلة دخول المساعدات الطبية والغذائية.
وبدأ تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في 19 يناير/ كانون الثاني 2025، ويشمل ثلاث مراحل، تستمر كل منها 42 يومًا، على أن يتم التفاوض على كل مرحلة بشكل منفصل قبل البدء في التي تليها.
وتجري مصر وقطر وساطات مكثفة لإنقاذ الاتفاق، في ظل استمرار انتهاكات إسرائيلية وثغرات لوجستية حالت دون تنفيذ بنود المرحلة الأولى بالكامل.
ومنذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 وحتى 19 يناير 2025، وبدعم مباشر من الولايات المتحدة، ارتكبت إسرائيل إبادة جماعية في قطاع غزة، حيث أسفرت العمليات العسكرية عن مقتل وإصابة نحو 160 ألف فلسطيني، غالبيتهم من الأطفال والنساء، إلى جانب أكثر من 14 ألف مفقود لا تزال جثثهم تحت الأنقاض.