أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، عن إطلاق سراح عدد من الأسرى الإسرائيليين، مؤكّدة التزام فصائل المقاومة الفلسطينية بحسن معاملة الأسرى لديها، في مقابل اتهام إسرائيل بـ”التفنن في قهر وتعذيب الأسرى الفلسطينيين والتنغيص على فرحتهم بالحرية”.

شهد اليوم تسليم ثلاثة من الأسرى الإسرائيليين، بينهم اثنان يحملان الجنسيتين الأمريكية والروسية، للصليب الأحمر، الذي قام بدوره بتسليمهم للجيش الإسرائيلي ضمن الدفعة السادسة من صفقة التبادل الجارية حالياً بوساطة عربية ودولية. يأتي ذلك في وقت تصاعدت فيه انتقادات من جانب سرايا القدس بشأن الانتهاكات الإسرائيلية في سجون الاحتلال وكيفية التعامل مع الأسرى الفلسطينيين.

ركزت السرايا على تسليط الضوء على الفرق بين معاملة الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة، حيث تم تسليمهم بملابس نظيفة وهدايا، مقابل إجبار الأسرى الفلسطينيين على ارتداء قمصان مهينة تحمل عبارات “لن ننسى ولن نغفر”، والتقاط صور لهم بوضعيات قسرية، مما وصفتها السرايا بأنها “ممارسات قبيحة ووحشية” لا تتوافق مع القيم الإنسانية.

تأتي هذه التطورات في إطار اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، دخل حيّز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، ويشمل ثلاث مراحل تمتد كل منها 42 يوماً. وتؤكد حركات المقاومة أن استمرار الالتزام ببنود الاتفاق يتعلق باحترام تل أبيب للبروتوكول الإنساني المتفق عليه، والمتضمن السماح بدخول مواد الإغاثة والأدوية والمنازل المتنقلة (كرفانات) ورفع الحصار جزئياً عن قطاع غزة.

في السياق ذاته، دعت سرايا القدس دول العالم، وعلى رأسها الولايات المتحدة التي دأبت على المطالبة بإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، إلى ممارسة الضغوط على إسرائيل لإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين وإيقاف انتهاكات حقوقهم الإنسانية. كما حثت المجتمع الدولي على عدم تجاهل ما يتعرض له الأسرى في السجون الإسرائيلية من تعذيب وقتل ممنهج ومعاملة لاإنسانية.

قالت السرايا إن الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين اليوم يأتي تأكيداً على نهج المقاومة الفلسطينية الإنساني، فيما يستمر الاحتلال بانتهاج سياسة القمع والتنكيل ضد الأسرى الفلسطينيين، الأمر الذي يسبب أضراراً جسدية ونفسية بالغة لهم ولعوائلهم.

تصريحات ذات صلة

• أبو حمزة، المتحدث باسم سرايا القدس:
  “المقاومة الفلسطينية، وهي تُفرج اليوم عن عدد من أسرى العدو، تؤكّد مدى حُسن المعاملة مع أسراهم لديها، بينما العدو يتفنّن في قهر وتعذيب أسرانا والتنغيص على فرحتهم بالحرية.”
• حول مشاهد القمصان القسرية:
  “إجبار الاحتلال للأسرى الفلسطينيين على ارتداء ملابس مكتوب عليها (لن ننسى ولن نغفر) إضافة إلى أوضاعهم الصحية المتدهورة لا يحمل إلا الحقيقة التي لا يراها العالم الظالم، وهي وحشية العدو الصهيوني وقبح معاملة سجانيه لأسرانا.”
• الدعوة للمجتمع الدولي:
  “نطالب الولايات المتحدة وسائر الدول التي تطالب المقاومة بضرورة إطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين، أن تطالب في المقابل إسرائيل بالإفراج عن الأسرى الفلسطينيين ووضع حد لانتهاكاتها اللامحدودة.”