عربي ودولى

قمة الشعوب العربية ترفض مخطط ترامب التهجيري: فلسطين ليست للبيع ولن تكون أبدا

رفضت قمة الشعوب العربية التى انعقدت مساء أمس الجمعة مخطط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتهجير الفلسطينيين، وشددت القمة على أن فلسطين دولة عربية ليست للبيع.

وانطلقت قمة الشعوب العربية أمس تحت شعار “من وعد بلفور إلى وعد ترامب: فلسطين ليست للبيع”. تحت رعاية المجلس العربي برئاسة الدكتور منصف المرزوقي ونائبه الدكتور أيمن نور.

وجاءت القمة في هذا التوقيت لتكون صدى لصوت الشعوب العربية الحية، التي لا تزال متمسكة بعدالة القضية الفلسطينية باعتبارها القضية المركزية للأمة العربية، رغم المحاولات المستمرة من بعض الأنظمة الرسمية لتطبيع الاحتلال، وعجزها عن وقف حرب الإبادة التي تعرض خلالها الشعب الفلسطيني في غزة، طيلة 471 يومًا، إلى أبشع جرائم القتل والتدمير والتجويع، وسط تخاذل المجتمع الدولي وعجز مؤسساته عن وقف المجازر.

تأتي هذه القمة في لحظة مفصلية وخطيرة، حيث تسعى الولايات المتحدة إلى فرض مرحلة جديدة من الاحتلال، عبر دعمها العلني لخطط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي تهدف إلى احتلال قطاع غزة وتهجير سكانه الأصليين، تحت ذريعة “تطهير القطاع” وإعادة إعماره ليصبح “ريفيرا الشرق الأوسط”، في خطة ترمي إلى تصفية الوجود الفلسطيني واستبداله بسكان جدد من مختلف أنحاء العالم.

لم تتوقف هذه المخططات عند غزة، بل امتدت إلى الضفة الغربية، حيث بدأت الإدارة الأمريكية بإعادة تسميتها رسميًا إلى “يهودا والسامرة”، وهو الاسم التوراتي الذي يعكس توجهًا واضحًا لضمها نهائيًا إلى الكيان الصهيوني. كما أكد ترامب مرارًا أن مصر والأردن سيقبلان إعادة توطين الفلسطينيين، مع طرح سيناريوهات أخرى لتوطينهم في السعودية أو المغرب، في محاولة لفرض واقع جديد يهدف إلى محاصرة الهوية الوطنية الفلسطينية والقضاء عليها.

وأعرب المشاركون في قمة الشعوب العربية عن رفضهم القاطع لوعد ترامب، الذي يشكل امتدادًا لوعد بلفور، ويهدف إلى إعادة هندسة الجغرافيا والديموغرافيا الفلسطينية لخدمة المشروع الصهيوني، في انتهاك صارخ للقانون الدولي والشرعية الدولية. كما نددوا بالدعم الأمريكي المتزايد للاحتلال، والذي تجلى في:
• فرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية بسبب تحقيقها في جرائم الإبادة الجماعية في غزة.
• انسحاب واشنطن من دعم وكالة الأونروا، ضمن مخطط لتصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين.
• شرعنة الاحتلال والتهجير القسري، وتحويل الأراضي الفلسطينية إلى مستوطنات صهيونية جديدة.

وأكد المشاركون في قمة الشعوب العربية على ما يلي:
1. الرفض القاطع لوعد ترامب، باعتباره جريمة ضد الإنسانية، تهدد الأمن والسلم الدوليين، وتكرّس الاستعمار والعنصرية، في تحدٍ سافر للقوانين الدولية وقرارات الأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية.
2. التأكيد على أن الصراع في فلسطين لم يبدأ في 7 أكتوبر 2023، بل بدأ منذ احتلال فلسطين واغتصاب أرضها واقتلاع شعبها، وأن المقاومة حق مشروع للشعوب الواقعة تحت الاحتلال، بينما محاولة منح المحتل “حق الدفاع عن النفس” على حساب الشعب الفلسطيني تعدّ قمة التضليل والانحياز للعدوان.
3. دعوة الأنظمة العربية إلى وقف كافة أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني، واتخاذ مواقف حاسمة وجادة تجاه هذه التهديدات. وأكدوا أن مثل هذه المخططات لم تكن لتُطرح لولا تواطؤ بعض الدول العربية الكبرى، وغياب أنظمة منتخبة تعبر عن إرادة شعوبها، بدلاً من أنظمة مرتهنة للإدارة الأمريكية.
4. دعوة الحكومات العربية إلى دعم صمود الشعب الفلسطيني بشكل عاجل، ورفض الحصار الصهيوني الجائر على غزة، ووقف سياسات التدمير والتهويد في الضفة الغربية، وفتح المجال أمام الشعوب العربية لدعم الفلسطينيين شعبيًا وماديًا وسياسيًا، باعتبار ذلك واجبًا وطنيًا وقوميًا وإنسانيًا.
5. مطالبة المجتمع الدولي، حكوماتٍ وشعوبًا ومنظمات، بالتصدي لهذه السياسات العدوانية، التي لا تهدد فلسطين وحدها، بل تهدد الاستقرار العالمي والنظام الدولي، وقد تقود إلى تصاعد الصراعات والحروب من أجل السيطرة على الأراضي والموارد، مما قد يؤدي إلى انهيار النظام العالمي.

وفي الختام : تؤكد قمة الشعوب العربية أن القضية الفلسطينية ستظل قضية العرب الأولى، وأن الشعوب العربية لن تقبل بأي حلول تُفرض على حساب حقوق الشعب الفلسطيني. كما تدعو القمة إلى حشد كل الجهود الشعبية والرسمية لمواجهة هذه المخططات الاستعمارية، التي تسعى إلى شرعنة الاحتلال، وتهجير الفلسطينيين، وتصفية قضيتهم العادلة.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى