
ظهر “حافظ بشار الأسد” في فيديو قصير ومدته تسع ثوانٍ، معلناً امتلاكه حسابين على منصتي “إكس” و”تليغرام”، وهما الحسابان اللذان نشرا تفاصيل عن ليلة هروب عائلته في 8 ديسمبر الماضي قبل دخول الثوار إلى العاصمة دمشق.
في الفيديو الذي تم تصويره في أحد شوارع العاصمة الروسية موسكو، أكد حافظ أن الحسابين يخصانه ولا يمتلك حسابات أخرى. لاحقاً تم إغلاق حسابه على منصة “إكس”.
كشفت حسابات حافظ بشار الأسد على المنصتين عن تفاصيل جديدة حول “ليلة نظام الأسد الأخيرة” في دمشق. أكد حافظ في تلك التفاصيل عدم وجود أي خطة للمغادرة، حتى الاحتياطية، وروى كيف تلقوا مكالمة من مسؤول روسي طلب من عائلته الانتقال إلى اللاذقية نظراً لخطورة الوضع.
رغم أن أصوات الرمايات كانت تُسمع من بعيد، إلا أنه ذكر أنه لم يكن هناك ما يشير إلى تغيير جذري في الوضع حتى خبر انسحاب الجيش من حمص، وهو الأمر الذي جاء مفاجئاً كما حدث في الانسحابات السابقة من حماة وحلب وريف إدلب.
تابع حافظ بشار الأسد سرد الأحداث قائلاً إنهم لم يبدؤوا تحضيرات المغادرة إلا بعد منتصف الليل في 8 ديسمبر، عندما وصل مسؤول روسي إلى منزلهم في حي المالكي بدمشق، وطلب انتقال الرئيس إلى اللاذقية لأسباب أمنية.
أضاف حافظ أن الموقف كان متوتراً بشكل متزايد مع استمرار المواجهات على جبهتي الساحل وسهل الغاب، فكان القرار هو مغادرة دمشق سريعاً. رغم الانتقادات التي تشير إلى عدم إبلاغهم أقاربهم في دمشق، أكد حافظ أنه شخصياً حاول الاتصال بأبناء عمته عدة مرات لإخبارهم بالوضع، لكنهم غادروا إلى وجهة مجهولة.
انتقل أفراد العائلة بعد ذلك إلى مطار دمشق الدولي ووصلوا في ساعة مبكرة من الصباح، حيث كان المطار خالياً من الموظفين، بما في ذلك برج المراقبة.
هناك التقوا بالعم ماهر الأسد، ومن ثم استقلوا طائرة عسكرية روسية إلى مطار حميميم في اللاذقية، حيث هبطوا قبل شروق الشمس.
خلال فترة وجودهم في قاعدة حميميم، تعرضت القاعدة لهجمات بالطيران المسير، مما زاد من خطورة الموقف. كما أوضح حافظ أن القيادة الروسية أبلغتهم بخطورة البقاء في القاعدة نظراً لانهيار الوحدات العسكرية المكلفة بحمايتها وانتشار الفوضى.
تم اتخاذ قرار بنقلهم إلى موسكو بعد التشاور مع القيادة الروسية، وتم تأمين رحلتهم عبر طائرة عسكرية روسية، حيث وصلوا إلى موسكو في الليل.
بدأ المتابعون على منصات التواصل الاجتماعي في تحليل الموقع الذي ظهر فيه حافظ بشار الأسد في الفيديو، واستطاع بعضهم تحديده في شارع بولشايا أوردينكا بموسكو.
أشارت تقارير إلى أن عائلة الأسد قد تكون مستقرة في منطقة موسكو سيتي، حيث يمتلكون عدداً من الشقق السكنية الفاخرة.
أثار ظهور حافظ بشار الأسد في الفيديو ردود فعل واسعة على منصات التواصل الاجتماعي، حيث اعتبره البعض دليلاً على أن عائلة الأسد تتابع من الخارج ما يحدث في سوريا بعد سقوط نظامها، وشهدت عن كثب اكتشاف المجازر والانتهاكات التي ارتكبت بحق الشعب السوري.