تقاريرثقافة وفنون

إهدار المال العام في مهرجان تعامد الشمس على وجه رمسيس الثاني بأسوان

أوضح مصدر مطلع أن الهيئة العامة لقصور الثقافة تشهد حالة غير مسبوقة من الفساد المالي والإداري الذي أصبح يدير الأمور داخل الهيئة وكأنها عزبة شخصية للمسؤولين المتنفذين الذين يتصرفون وكأن المال العام حق لهم لا يمكن المساس به.

وأشار إلى أن من أبرز الملفات التي تسلط الضوء على هذا الفساد هو ما يحدث في الإعدادات الجارية للاحتفال بمهرجان تعامد الشمس على وجه رمسيس الثاني، حيث يتضح أن هناك أعدادًا هائلة من الموظفين غير الضروريين يتم إرسالهم إلى أسوان تحت غطاء المشاركة في التجهيزات والاحتفالات، بينما الهدف الحقيقي هو الترفيه على حساب المال العام.

أكدت مصادر مطلعة أن ما يحدث من إعدادات للسفر من الشؤون الهندسية والعلاقات العامة والإدارات الأخرى إلى أسوان ليس له أي مبرر منطقي.

وأوضحت أن فرع ثقافة أسوان وباقي الفروع الثقافية التابعة لإقليم جنوب الصعيد الثقافي يحتوي على العديد من الفنيين المؤهلين والعاملين الذين يملكون الخبرة الكافية في إدارة وتشغيل المسارح، مثل مسرح فوزي فوزي بأسوان ومسرح قصر الأقصر ومسرح الغردقة.

وأضافت أن هؤلاء العاملين يتفوقون في كفاءتهم وخبرتهم على الفنيين التابعين للشؤون الهندسية، والذين يتم تكليفهم بالسفر على الرغم من عدم حاجتهم الماسة في مثل هذه المناسبات.

وأشار المصدر إلى أن أسوان تضم بين كوادرها موظفين ذوي خبرة وكفاءة عالية في العلاقات العامة، وعلى رأسهم شعبان حسين، المدير الإداري لفرقة أسوان للفنون الشعبية، الذي يعد من أقدم وأمهر الموظفين في الهيئة، ومعه مجموعة من العاملين الأكفاء الذين يمتلكون القدرات الكاملة لتنظيم وتنفيذ أي مهرجان بأعلى مستويات الكفاءة، بما يجعل سفر هذا العدد الضخم من موظفي العلاقات العامة من خارج الإقليم أمرًا غير مبرر تمامًا.

كما أكد أن الأقصر والغردقة تضم أيضًا موظفين متخصصين وكفاءات معروفة مثل يوسف محمود ومحمد عبدالحافظ، الذين يملكون الخبرات اللازمة لتنظيم الفعاليات دون الحاجة لإرسال موظفين آخرين.

أوضح المصدر أن سفر موظفين من الإدارة المركزية لمكتب رئيس الهيئة تحت رئاسة محمد يوسف، يعد تكرارًا لنفس السيناريوهات التي تم اتباعها في مهرجانات سابقة، والتي تسببت في إهدار مبالغ ضخمة من المال العام دون مبرر.

وأضاف أن الإدارة العامة للعلاقات العامة والإعلام في الهيئة تعمل على استغلال مثل هذه الفرص للسفر والإقامة في الفنادق، والتي أصبح معظمها يرفض التعامل مع الهيئة لتأخر مستحقاتها، والسبب يعود إلى سوء إدارة موظفي العلاقات العامة، الذين يتحملون مسؤولية هذه الأزمة.

وأشار المصدر إلى أن عدد الموظفين الذين يسافرون من الشؤون الفنية وإدارة المهرجانات لا مبرر له على الإطلاق.

واستنكر بشدة أنه لا يوجد في أسوان أي موظفين قادرين على القيام بهذا العمل، خصوصًا أن إقليم جنوب الصعيد الثقافي يحتوي على أكبر عدد من الموظفين على مستوى الهيئة.

وأكد أن بإمكان الهيئة الاعتماد على هؤلاء الموظفين وتوفير المال العام المهدور في إرسال موظفين من إدارات أخرى دون حاجة حقيقية لذلك.

اللواء خالد اللبان مساعد وزير الثقافة

وأكد المصدر أن اللواء خالد اللبان، رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، لا يتحمل مسؤولية ما يحدث في التجهيزات الخاصة بتعامد الشمس، حيث تم تكليف محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة، بالإشراف على جميع التفاصيل المتعلقة بالمشاركين والتجهيزات.

ولكن مع ذلك، لا يمكن تجاهل أن هذه التجهيزات تتسبب في إهدار مبالغ كبيرة من المال العام على موظفين يسافرون بهدف الفسحة وليس العمل.

وأوضح المصدر أن السكرتير الخاص بنائب رئيس الهيئة، محمد عمارة، على سبيل المثال، ليس له أي دور فعلي في هذا الاحتفال، ومع ذلك تم تكليفه بالسفر إلى أسوان لمدة 8 أيام، مما يزيد من نفقات الإقامة والانتقالات.

شدد المصدر على أن محمد ناصف يتحمل المسؤولية الكاملة عن إصراره على إهدار المال العام في هذا الشأن، حيث تم تكليف ما يزيد عن 150 موظفًا بالسفر إلى أسوان دون حاجة حقيقية لذلك.

محمد ناصف نائب رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة

وأضاف أن هذه الأعداد الكبيرة من الموظفين الذين يسافرون لأغراض ترفيهية يجب أن تخضع للمحاسبة، وأن يتم التحقيق في هذه التجاوزات الخطيرة التي تهدر المال العام دون مبرر.

أوضح المصدر أن اللواء خالد اللبان، القادم من هيئة الرقابة الإدارية، قد جاء إلى الهيئة بهدف فتح ملفات الفساد المتراكمة في الإدارات المختلفة، وخاصة الشؤون الهندسية والإدارة العامة للمشتريات والمراجعة الداخلية والحوكمة، وكذلك إدارة العقود بالشؤون القانونية.

وأشار إلى أن هذه الإدارات قد أهدرت مبالغ ضخمة من المال العام بالتعاون مع شركات المقاولات، مما يجعل من الضروري وضع ملف المسافرين إلى أسوان في مهرجان تعامد الشمس ضمن التحقيقات الجارية في هذه الملفات.

وأكد المصدر أن عبدالحليم سعيد، الموظف المسؤول عن الرقابة في الهيئة، كان يقوم بالتدليس على محمد ناصف ويخفي المخالفات التي تحدث داخل الهيئة عن الجهات الرقابية، مما ساعد في استمرار هذا الفساد لسنوات طويلة.

وأضاف أن اللواء خالد اللبان، بحكم خلفيته في الرقابة الإدارية، لن يخدع أو يهدد من قبل أي شخص، وسيقوم بمحاسبة كل من تورط في إهدار المال العام.

واختتم المصدر تصريحه بالقول إن تعامد الشمس على وجه رمسيس الثاني، لو كان رمسيس حيًا لرأى بنفسه هذه الأعداد الهائلة من الموظفين التي تهدر المال العام بذرائع واهية، لصرخ بأعلى صوته مستنكرًا هذا الفساد الذي لا ينتهي.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى