ماكرون يعلن دعم فرنسا لسوريا خلال المرحلة الانتقالية

أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون استعداد بلاده لتقديم الدعم لسوريا في المرحلة الانتقالية، مشيراً إلى التحديات العديدة التي تواجهها الإدارة السورية الجديدة.
في ختام مؤتمر باريس حول الأوضاع في سوريا، أشار ماكرون إلى أن الحكومة السورية الحالية تواجه مجموعة من التحديات الاقتصادية والسياسية والأمنية والإنسانية، بالإضافة إلى مسائل ملحة تتعلق بعودة اللاجئين إلى ديارهم.
وقال ماكرون: “إن فرنسا مستعدة للانخراط بشكل فعّال في دعم سوريا لتجاوز هذه التحديات الكبيرة. يجب علينا العمل معاً لضمان تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.”
وأضاف: “تعد العودة الآمنة للاجئين جزءاً لا يتجزأ من هذه العملية، ويجب أن تكون هناك خطوات ملموسة لضمان حقوقهم وتوفير الظروف الملائمة لهم.”
قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إن بلاده مستعدة لدعم سوريا في المرحلة الانتقالية عقب الإطاحة بنظام الأسد.
وفي كلمته بختام مؤتمر باريس بشأن سوريا، الخميس، ذكَّر ماكرون، بأن سوريا تحررت من نظام “هجّر شعبه وقتله”.
وأعرب عن رغبته في بناء “سوريا التي تسهم بصورة مباشرة في استقرار المنطقة وأمن الجميع من خلال مكافحة الإرهاب”.
وأشار إلى أن الإدارة الجديدة تواجه تحديات اقتصادية وسياسية وأمنية وإنسانية صعبة، وتحديات تتعلق بعودة اللاجئين.
وشدد الرئيس الفرنسي على ضرورة احترام سيادة سوريا.
وأضاف: “لهذا ندعو إلى وقف إطلاق النار في كل الأراضي السورية، بما في ذلك الشمال والشمال الشرقي، وإلى إنهاء التدخل الأجنبي في الجنوب”.
وأكد ماكرون، على أن سوريا يجب أن تستمر في محاربة المنظمات الإرهابية، لا سيما تنظيم داعش.
ودعا إلى دمج قوات سوريا الديمقراطية (تنظيم بي كي كي/واي بي جي الإرهابي) في الجيش الوطني السوري باعتبارها “حليفة” لفرنسا في مكافحة الإرهاب.
وأردف: “نحن مستعدون لبذل كل ما في وسعنا من أجل أمن سوريا وجيرانها”.
ولفت الرئيس الفرنسي إلى أن البيئة السياسية الشاملة من شأنها أيضا إقناع اللاجئين السوريين بالعودة.
وذكر أن تحسين الوضع الإنساني والاقتصادي في سوريا أحد التحديات التي تواجهها الإدارة الجديدة.
وفي هذا السياق، أعلن ماكرون أن بلاده ستقدم 50 مليون يورو من المساعدات الإنسانية لسوريا.
وتطرق إلى أهمية مكافحة الإفلات من العقاب خلال المرحلة الانتقالية في سوريا.
وشدد على أن الذين يرتكبون انتهاكات لحقوق الإنسان في سوريا التي شهدت دمارا هائلا بسبب الحرب، يجب أن يعاقبوا “في أقرب وقت ممكن”.
وأكد ماكرون، استعداد بلاده لتقديم كل أنواع الدعم لمساعدة سوريا في التغلب على الصعوبات التي ستواجهها خلال المرحلة الانتقالية.
جدير بالذكر أن مؤتمر باريس بشأن سوريا، يشارك فيه وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، ووزراء خارجية دول عربية وغربية، وممثلين عن العديد من البلدان والمنظمات الدولية.
ويعد المؤتمر استمرارا للاجتماعات بشأن سوريا التي عقدت في العقبة بالأردن في 14 ديسمبر/ كانون الأول 2024، وبالعاصمة السعودية الرياض في 12 يناير/ كانون الثاني الماضي.
وفي 8 ديسمبر 2024، بسطت فصائل سورية سيطرتها على دمشق بعد مدن أخرى، منهية 61 عاما من نظام حزب البعث الدموي، و53 سنة من حكم عائلة الأسد.
وفي 29 يناير 2025، أعلنت الإدارة السورية تعيين أحمد الشرع رئيسا للبلاد بالمرحلة الانتقالية، بجانب قرارات أخرى منها حل الفصائل المسلحة والأجهزة الأمنية القائمة بالعهد السابق، ومجلس الشعب (البرلمان)، وحزب البعث الذي حكم البلاد على مدى عقود، وإلغاء العمل بالدستور.