وزير الخارجية السوداني يؤكد: لا عقبات أمام إنشاء قاعدة بحرية روسية على البحر الأحمر

أكد وزير الخارجية السوداني علي يوسف أن الاتفاق الموقع بين البلدين لإنشاء قاعدة بحرية روسية على البحر الأحمر لا يزال قائمًا ولا توجد أي عقبات تحول دون تنفيذه. جاء ذلك في تصريحات أدلى بها يوسف بعد محادثات أجراها في العاصمة الروسية موسكو، مشيرًا إلى أن الاتفاق كان قد وُقّع خلال حكم الرئيس السوداني السابق عمر البشير.

تأكيد التعاون بين البلدين

خلال مقابلة مع قناة روسيا، أوضح الوزير السوداني أنه لم تُطرح أي مفاوضات جديدة بشأن الاتفاق، حيث قال: “في اللقاء بيننا لم نتفاوض حول الاتفاق.. لم نبحث ماذا نريد أن نتفق عليه، لأن هذا كان قد تم توقيعه خلال اتفاق بين البلدين ولم يكن هناك أي خلاف حول هذا الموضوع”.

وأعرب يوسف عن اتفاق الجانبين الكامل حول المشروع قائلاً: “نحن متفقون تماماً في هذا الموضوع ولا توجد أي عقبات.. لا توجد عقبات، نحن متفقون تماماً”، دون تقديم مزيد من التفاصيل حول الخطة.

السياق الإقليمي والدولي

تأتي التصريحات في ظل استمرار الحرب الدامية في السودان التي مضى عليها قرابة العامين، في وقت تسعى فيه روسيا لتوسيع شراكاتها الاستراتيجية في المنطقة. جدير بالذكر أن مسؤولين روس زاروا مؤخرًا ميناء بورتسودان، الذي يستخدمه الجيش السوداني كقاعدة رئيسية خلال فترة النزاع.

وفي العام الماضي، كشف أحد كبار القادة السودانيين أن روسيا طلبت إقامة محطة للتزود بالوقود على البحر الأحمر مقابل تقديم أسلحة وذخيرة. وفي هذا السياق، أكد يوسف أن إنشاء مثل هذه المحطة لن يمثل تهديدًا لأي دولة أخرى أو يمس بسيادة السودان، مبررًا ذلك بوجود قواعد أجنبية مماثلة في دول أخرى مثل جيبوتي.

تصريحات إضافية ودوافع الجانبين

وأشار المحللون إلى أن هذه القاعدة ستكون ذات أهمية استراتيجية كبيرة لروسيا، لا سيما في أعقاب التحديات التي واجهتها بعد التطورات في سوريا، حيث تظل قاعدتاها العسكريتان هناك تحت التهديد بفعل الأحداث الإقليمية. ومن جهته، شدد الوزير السوداني على أن التعاون بين السودان وروسيا في هذا الملف يعكس علاقات ثنائية قوية ذات منفعة متبادلة.

وأكد يوسف أن سواحل السودان الممتدة على البحر الأحمر ومواردها من الذهب تجعلها نقطة جذب لقوى إقليمية وعالمية وسط الصراع الداخلي، حيث لا يزال النزاع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع مستمرًا منذ إبريل/ نيسان 2023، مما تسبب في خسائر فادحة في الأرواح والنزوح.

قال علي يوسف، وزير الخارجية السوداني:
“الاتفاق على إنشاء القاعدة البحرية يعكس تقارب وجهات النظر بين السودان وروسيا. المشروع لا يمثل تهديدًا لأي دولة مجاورة، ونتطلع إلى تعزيز التعاون من أجل تحقيق منفعة مشتركة”.

من جانبه، اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن المشروع يأتي ضمن استراتيجيات التعاون المستقبلي بين البلدين، مؤكدًا ثقته في العلاقات مع السودان كحليف في المنطقة.