اتفاق على إنشاء قاعدة بحرية روسية في السودان يعزز العلاقات بين موسكو والخرطوم

أعلن وزير الخارجية السوداني علي يوسف شريف في مؤتمر صحفي بموسكو يوم الأربعاء عن التوصل إلى اتفاق لإنشاء قاعدة بحرية روسية في السودان.

أكد شريف أنه لا توجد عقبات أمام هذا الاتفاق، موضحاً أن المسألة قد تمت تسويتها بشكل كامل. وأضاف شريف أن الجانبين متفقان تمامًا على جميع التفاصيل المتعلقة بهذا الاتفاق، بعد محادثات أجريت مع نظيره الروسي سيرجي لافروف.

ركز الطرفان في المباحثات على تعزيز التعاون الثنائي بين السودان وروسيا، خاصة فيما يتعلق بالدفاع والأمن البحري. وبالرغم من أن التفاصيل المتعلقة بالخطة لم يتم الكشف عنها بالكامل، إلا أن هذه المناقشات قد بدأت منذ سنوات عديدة عندما تم توقيع اتفاق أولي في عهد الرئيس السوداني السابق عمر البشير.

في عام 2019، بعد الإطاحة بالبشير من قبل الجيش السوداني، أعلن القادة العسكريون أنهم يراجعون هذه الخطة، إلا أن القاعدة البحرية لم تتحقق فعلياً منذ ذلك الوقت. في الأشهر الأخيرة، زار مسؤولون روس مدينة بورتسودان، العاصمة الحربية للجيش السوداني خلال الحرب الأهلية التي استمرت لعامين.

أشار أحد كبار الجنرالات السودانيين في العام الماضي إلى أن روسيا طلبت إقامة محطة لتزويد السفن بالوقود على البحر الأحمر مقابل تزويد السودان بالأسلحة والذخيرة.

وتُعد هذه المحطة ذات أهمية استراتيجية لروسيا، خصوصاً بعد تراجع نفوذها في سوريا نتيجة سقوط نظام الرئيس بشار الأسد، ما جعل مواقعها العسكرية هناك غير مستقرة.

أدى الصراع في السودان إلى تدخلات إقليمية ودولية متعددة، حيث تجذب البلاد اهتمامًا كبيرًا بفضل موقعها الجغرافي على ساحل البحر الأحمر ومواردها الغنية من الذهب.

ويأتي هذا الاتفاق في سياق سعي موسكو لتعزيز نفوذها في المنطقة، مستفيدة من العلاقات المتينة التي طورتها مع الجانبين المتحاربين في السودان.